أكد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، أن بلاده لا تعترف بقرار أي دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة، بفرض عقوبات من جانب واحد على الأفراد أو الوكالات أو الدول الأخرى، التي تدعم حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، التي ترفض ماليزيا تصنيفها على أنها “حركة إرهابية”.
جاءت تصريحات إبراهيم، الثلاثاء 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في رد برلماني حول موقف الحكومة الماليزية من الإجراء الذي اتخذه مجلس النواب الأمريكي مؤخراً، والذي وافق على “مشروع قانون التمويل الدولي لمكافحة حماس”، ومفاده فرض عقوبات على الأطراف الخارجية التي تدعم “حماس” وحركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية.
إبراهيم أكد أن ماليزيا لا تعترف إلا بالقرارات التي اتخذتها الأمم المتحدة، والتي تكون متعددة الأطراف بطبيعتها، وأضاف أنه “أولاً وقبل كل شيء، نحن لا نتفق مع الطريقة التي فعلتها الولايات المتحدة، وثانياً هذا لا يؤثر على سياساتنا وقراراتنا”، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الماليزية.
لفت إبراهيم أيضاً إلى أنه اتصل بالعديد من الدول الصديقة والدول الإسلامية التي تشاطر ماليزيا نفس وجهة النظر لعدم الاعتراف بالأمر، وأكد أن “ماليزيا لا تعتبر حماس جماعة إرهابية، مستدركاً بمقارنة منطقية بين مقاومة حماس ونضال رئيس جنوب أفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا، والمؤتمر الوطني الأفريقي في ظل نظام الفصل العنصري”.
شدد إبراهيم على أنه “بالنسبة لفلسطين، فإنها لا تعاني من الفصل العنصري فحسب، بل أيضاً التطهير العرقي والإبادة الجماعية”، مضيفاً أنه “على الرغم من أننا لا نعترف بنظام روما الأساسي، ما يعني أننا لا نستطيع رفع هذه القضية لمحكمة العدل الدولية، فإن موقفنا واضح؛ سندعم أي دولة بما في ذلك فلسطين في رفع قضايا الاستعمار والطغيان والقمع بحق الشعب الفلسطيني”.
كذلك وفي ردٍّ على سؤال إضافي بشأن الإجراءات التي سيتم اتخاذها ضد وسائل الإعلام المحلية، التي تصنف حماس “حركة إرهابية”، أعرب أنور عن أمله في أن يكون لدى وسائل الإعلام الوعي لفهم الحساسية والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والرد على اعتداءاته وانتهاكاته.
تُعد ماليزيا ضمن أبرز الدول المؤيدة للقضية الفلسطينية، ودعت إلى حل الدولتين للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، كما أنها لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
كذلك كثيراً ما زار كبار قادة حماس ماليزيا واجتمعوا مع رؤساء وزرائها، ورفض إبراهيم في وقت سابق الضغوط الغربية لإدانة “حماس”، وقال إن الولايات المتحدة عبرت عن مخاوفها لماليزيا بشأن موقفها من فلسطين.
كان رئيس الوزراء الماليزي قد قال في كلمة له بفعالية مؤيدة لفلسطين، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن “ماليزيا تلقت تهديدات بشأن تضامنها مع فلسطين ودعمها لها”، وإن واشنطن تريد من كوالالمبور أن “تغير موقفها الرافض الاعتراف بكون حماس جماعة إرهابية”، دون الحديث عن موافقة بلاده على ما تطالب به الولايات المتحدة.
يأتي هذا فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ 32 يوماً، وتسببت غارات الاحتلال على مناطق المدنيين، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في استشهاد 10 آلاف و22 فلسطينياً، منهم 4104 أطفال و2641 سيدة، وإصابة أكثر من 25 ألفاً آخرين، كما قتل الاحتلال 160 شهيداً فلسطينياً واعتقل 2150 في الضفة الغربية.