دعا نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الخميس، الجمعية العامة للأمم المتحدة للموافقة على قرار قدمه الأردن باسم المجموعة العربية بشأن الحرب على قطاع غزة، وقال إن مجلس الأمن لم يتحمل مسؤولياته.
وقال ضمن أعمال الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الأعمال الإسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة والأراضي الفلسطينية المحتلة في نيويورك: سموا جرائم الحرب بمسمياتها وعارضوا استخدام التجويع كسلاح.
وأوضح الوزير أن الأردن قدم باسم الدول العربية مشروع قرار لأن مجلس الأمن لم يتحمل مسؤولياته، مشيرا إلى أن مشروع القرار يسعى لتحقيق السلام والامتثال إلى أحكام القانون الدولي.
وأضاف: “نحن جميعا نعرف أن إسرائيل تتجاهل هذا القرار لأنها تجاهلت الكثير من قرارات الأمم المتحدة قبلها، لكنني أناشدكم بأن تصوتوا لهذا القرار صوتوا لهذا القرار اتخذوا موقفا”.
وناشد بإطلاق صرخة ضد سفك الدماء، مضيفاً: لنتحد لأجل السلام والعدالة، مشيراً لحق كل فلسطيني وكل إسرائيلي بأن يعيشوا وهم أحرار من ويلات الحرب ومن الخوف ليكونوا قادرين على السعي لحياة مليئة بالأمل والفرص.
وخاطب الأمم المتحدة بقوله: قفوا لأجل السلام، فلتكن وقفة لأجل الحياة، فلتكن وقفة واضحة ثابتة.
ودعا الصفدي، إلى عدم خذلان الشعب الفلسطيني المحاصر والمحتل الذين يبدأ يومهم بالموت وينتهي بالموت ولياليهم يكنفها الظلام، بدون وجود ضوء إلا ضوء القنابل.
شدد الصفدي على عدم وجود مكان للمساحة الرمادية، وتحدث عن ضرورة الوقوف مع الحياة ومع العدالة ومع السلام، ضد هذه الحرب في غزة، والكارثة الإنسانية التي تتسبب، قائلاً: “يجب أن نقف من ناحية القيم الإنسانية ومن أجل ميثاق هذه الأمم المتحدة فالتاريخ سيحكم علينا”.
وقال من على المنصة أمام الجمعية العامة: “لنقل لا للحرب ولنقل لا للقتل، وحاربوا جرائم الحرب ودافعوا من أجل حقوق الأطفال الفلسطينيين والنساء وكبار السن من أجل الغذاء والمياه والدواء والوقود … لنقف أمام المجاعة الإنسانية”.
وذكر أن الأطفال يموتون تحت الدمار الذي قصفته قذائف إسرائيل الدقيقة، وبعضهم لا يزالون أحياء تحت الأنقاض لكن لا توجد معدات كافية لإخراجهم، والأحياء فقط يسمعونهم ويتحدثون إليهم بلا أي إمكانية لأن يفعلوا شيئا، إنهم يموتون ببطء.
أما الأطفال الذين عاشوا فهم يعانون الجفاف والعطش.
وتحدث عن مراسل الجزيرة في قطاع غزة وائل الدحدوح، وقال إن وائل وزع أبناءه الثمانية إلى بيوت مختلفة حتى لا يتواجدوا في المكان ذاته، ولا يقتلوا في الوقت ذاته عند القصف، لكن زوجته آمنة 45 عاما، وابنه محمود 16 عاما، وابنته شام 7 أعوام، وحفيده الرضيع آدم عمره 45 يوما كلهم خطفوا منه بسبب الحرب الإسرائيلية، مضيفاً إنهم ليسوا جنودا ولم يكونوا جنودا وعند غروب الشمس سنذكرهم.
وقال إن الحكومة الإسرائيلية فيها وزراء يقومون وبشكل علني بالمناداة بمحو الفلسطينيين عن وجه هذا الكوكب وينعتونهم بالحيوانات التي لا تستحق الحياة، وهذا يبين أن الحرب على الشعب الفلسطيني، متسائلاً: لماذا قتلوا آدم؟
وتابع: “ليس لدي أشرطة فيديو أعرضها عليكم لأننا نحترم موتانا نحترم أسرهم ومشاعر أسرهم ولن نعرض عليكم صور فيديو ولكن انظروا إلى هواتفكم الذكية. آلاف صور الفيديو تبين الإنسانية تبين الفظائع التي يتعرض إليها الفلسطينيون بالآلاف وباستمرار”.
وذكر أن إسرائيل حولت غزة إلى جحيم دائم على الأرض، قائلا: هذه الصدمة ستبقى لأجيال وأجيال.
وقال إن مندوب إسرائيل لم يذكر كلمة واحدة عن الحياة الفلسطينية التي دمرتها هذه الحرب ولكن الفلسطيني الذي تحدث قبلي قال ذلك، وأنا أقول ذلك نحن نقدر كل الأرواح كل المدنيين مسلمين ومسيحيين ويهود وفلسطينيين وإسرائيليين. كل الأرواح نقدرها وتهمنا.
وقال لمندوبي الدول الأعضاء: على الغضب ألا يطغى على أن العنف غير مجد، وعلينا أن نبقى واعين بمعاناة البشر ونندد بقتل كل المدنيين بغض النظر عن عرقهم وهويتهم ودينهم وجنسيتهم لأن هذه هي القيم الإنسانية والأخلاقية، وعلى إسرائيل أن تحترم هذه القيم أيضا.
ورأى أن السلام العادل والدائم هو خير دفاع للجميع، ودعا إلى صمت المدافع، مضيفاً: لنترك للناس الحق بالعيش ولنجدد إيماننا بعملية السلام كوسيلة وحيدة لإنهاء النزاع وإلى الأبد.
وذكر أن الكثير يعتقد بأنه يساعد إسرائيل عبر دعمه لحربه، مضيفاً: بدلا من إرسال الأسلحة لإسرائيل أرسلوا الوفود لرسم طريق فوري لتحقيق السلام … هكذا تساعدون إسرائيل.