بعد مرور 6 أيام على مأساة مستشفى المعمداني الأهلي في غزة، ووسط تضارب حول الجهة التي قصفته، لاسيما بعدما ألمحت مخابرات غربية وترجيحات أميركية إلى تورط حركة الجهاد الفلسطينية، لم تظهر أي دلائل واضحة.
وفيما نفت الجهاد جملة وتفصيلا تلك الاتهامات، مؤكدة أنها لم تطلق أي صواريخ ليل الثلاثاء الماضي، عند توقيت استهداف المستشفى (8.50 بالتوقيت المحلي)، ظهر رد جديد من مسؤولين في حركة حماس.
كالملح في الماء
فقد أكد غازي حمد، أحد كبار مسؤولي حماس، أن “الصاروخ ذاب مثل الملح في الماء”، مضيفًا “لقد تبخر، ولم يبق منه شيء”، وفق ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز”.
وأردف : “أنتم تتجاهلون كل المجازر الأخرى”.
من جهته، قال سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حماس:” من قال إننا ملزمون بتقديم بقايا كل صاروخ يقتل شعبنا؟ على العموم، يمكنك أن تأتي وتبحث وتتأكد بنفسك من الأدلة التي بحوزتنا”
بدورها، رفضت إسرائيل طلبات بتقديم سجلات لجميع أنشطتها العسكرية في المنطقة وقت الغارة.
كما رفضت تحديد مقطع الفيديو الذي استندت إليه في تقييمها لمسؤولية الفصائل الفلسطينية.
وكان مصعب البريم، المتحدث باسم حركة الجهاد قال في مقابلة سابقة أجريت معه يوم الأربعاء الماضي “لقد ارتكبنا أخطاء، لن أنكر ذلك، لكنها ليست أخطاء بهذا الحجم.”
يذكر أن إسرائيل كانت زعمت أن صاروخا من الجهاد أطلق بشكل غير صحيح وسقط في ساحة للسيارات ضمن المستشفى.
وقال الأدميرال دانييل هاغاري، في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي “وفقًا لمعلومات استخباراتنا، فإن حماس تحققت من التقرير، وأدركت أنه صاروخ من حركة الجهاد لم ينطلق بشكل صحيح، وقررت إطلاق حملة إعلامية عالمية لإخفاء ما حدث بالفعل”.
علما أن التصريحات الإسرائيلية حول موقع إطلاق الصواريخ لم تكن متسقة.
ففي حين أشار هاجاري إلى أن الصاروخ الطائش أطلق من مقبرة قريبة من المستشفى، بينت الخريطة التي نشرها الجيش على الإنترنت أن موقع الإطلاق كان بعيدًا.
لكن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن دعمت مع ذلك رواية إسرائيل، حيث قال مسؤولون إن خيوط متعددة من المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك بيانات الأقمار الصناعية بالأشعة تحت الحمراء، أظهرت إطلاق صواريخ من مواقع داخل غزة.
في المقابل، شككت مجموعة فورينسينك اركيتيكت، وهي مجموعة تحقيق بصرية مقرها لندن، في الرواية الإسرائيلية، قائلة إن الذخيرة أُطلقت من اتجاه إسرائيل