قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إن الولايات المتحدة أسقطت الخميس، طائرة مسيرة تركية مسلحة كانت تحلق قرب قواتها في سوريا، في أول مرة تعلن فيها واشنطن إسقاط طائرة تابعة لتركيا، شريكتها في حلف شمال الأطلسي.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع التركية إن الطائرة المسيرة التي أسقطها التحالف لا تخص القوات المسلحة التركية، دون أن تذكر الجهة التي تنتمي إليها.
وأفاد مصدر أمني تركي الخميس، بأن جهاز الاستخبارات الوطنية التركي نفذ ضربات في سوريا ضد أهداف للمسلحين الأكراد، بعد هجوم بقنبلة في أنقرة قبل أيام.
وقال البريجادير جنرال بات رايدر، المتحدث باسم البنتاغون، إن طائرات مسيرة تركية شوهدت وهي تنفذ ضربات جوية على الحسكة في سوريا صباح الخميس، على بعد نحو كيلومتر من القوات الأميركية.
وبعد ساعات قليلة اقتربت طائرة مسيرة تركية على مسافة تقل عن نصف كيلومتر من القوات الأميركية واعتبرتها طائرة إف-16 تهديدا وأسقطتها.
وقال رايدر لصحفيين، “لا مؤشرات لدينا على أن تركيا تستهدف القوات الأميركية على الصعيد الدولي”.
وتحدث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، مع نظيره التركي، بعد الهجوم، وهو اتصال وصفه رايدر بأنه “مثمر”.
ويأتي الحادث في وقت حساس بالنسبة للعلاقات الأميركية التركية، إذ تأمل الولايات المتحدة أن تصادق أنقرة على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لم تسقط طائرة تركية من قبل، يشوب التوتر علاقات البلدين وحدثت بينهما مواقف انطوت على مخاطر التصعيد. ففي 2019، تعرضت القوات الأميركية في شمال سوريا لقصف مدفعي من مواقع تركية.
تركيا تضرب في سوريا
وأفادت قوات كردية سورية متحالفة مع واشنطن بأن الهجمات التركية أسقطت ثمانية قتلى، في تصعيد ناجم عن هجوم أنقرة الذي أعلن مسلحون أكراد مسؤوليتهم عنه.
ويثير الدعم الأميركي للقوات الكردية في شمال سوريا منذ فترة طويلة، توترا في العلاقات مع تركيا، شريكتها في حلف شمال الأطلسي. وتعتبر أنقرة هذه القوات جناحا لحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم يوم الأحد في أنقرة بالقرب من مقار حكومية.
وقالت تركيا الأربعاء، إن المهاجمين قدما من سوريا. وأودى التفجير بحياة المهاجمَين وأصاب اثنين من أفراد الشرطة. ونفت قوات سوريا الديمقراطية، وهي قوة يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة، أن يكون المفجران مرا عبر الأراضي التي تسيطر عليها.
وكان مسؤول في وزارة الدفاع التركية قال في وقت سابق الخميس، إن شن عملية برية في سوريا من بين الخيارات التي قد تبحثها أنقرة. وسبق أن توغلت تركيا عدة مرات في شمال سوريا لاستهداف وحدات حماية الشعب الكردية السورية.
وأضاف المسؤول: “هدفنا الوحيد هو القضاء على المنظمات الإرهابية التي تشكل تهديدا لتركيا. شن عملية برية من بين الخيارات للقضاء على هذا التهديد لكنها ليست الخيار الوحيد بالنسبة لنا”.
وقالت قوات الأمن في شمال شرق سوريا إن تركيا شنت سلسلة من الهجمات اليوم الخميس مع دخول أكثر من 15 طائرة مسيرة المجال الجوي للمنطقة وقصفها أهدافا تشمل البنية التحتية ومحطات الغاز والنفط.
وقالت قوات الأمن في بيان إن الهجمات التركية أودت بحياة ستة من عناصر قوى الأمن الداخلي في شمال شرق سوريا ومدنيين اثنين في غارتين منفصلتين.
وكثفت تركيا عملياتها ضد حزب العمال الكردستاني المحظور بعد إعلانه المسؤولية عن هجوم أنقرة وشنت ضربات جوية على شمال العراق.
وقال مسؤولون أتراك إن أي بنية تحتية ومنشآت طاقة في العراق وسوريا يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني، وكذلك وحدات حماية الشعب الكردية السورية، هي أهداف عسكرية مشروعة.
وقال المسؤول بوزارة الدفاع “حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب هما نفس المنظمة الإرهابية، إنهما هدفنا المشروع في كل مكان. تركيا نفذت عمليات كلما وحيثما كان ذلك ضروريا في الماضي، وستستمر هذه العمليات مرة أخرى إذا لزم الأمر”.
وأضاف أن “هذه العمليات تجري في إطار حقوق الدفاع عن النفس التي يكفلها القانون الدولي للقضاء على الهجمات الإرهابية على الأراضي التركية ولضمان أمن الحدود”.
ووحدات حماية الشعب هي أيضا الفصيل الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الحليف الأبرز للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة “تنظيم الدولة” الإرهابي المعروف بـ “داعش”. وأدى الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة وحلفاء آخرون، بما في ذلك فرنسا، لوحدات حماية الشعب إلى توتر العلاقات مع أنقرة.
وطالبت تركيا، قوات أي دولة أخرى، بالابتعاد عن المنشآت التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب.
وقال المسؤول: “ندعو جميع الأطراف، الدول الصديقة والحليفة على وجه الخصوص، إلى الابتعاد عن هؤلاء الإرهابيين. هذا مجرد إخطار. والأمر متروك لهم لاتخاذ الاحتياطات اللازمة”، دون أن يذكر أي دولة بالاسم.
رويترز