يتوقع رفع القدرة الاستيعابية لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي إلى 800 ألف متر مكعب يوميا خلال السنوات الخمس المقبلة، شريطة إنجاز مشاريع في هذا المجال، بحسب ما أوردت استراتيجية لوزارة المياه والري.
وتبلغ القدرة الاستيعابية لهذه المحطات حاليا 600 ألف متر مكعب يوميا، على ما ذكرت الاستراتيجية الوطنية للمياه (2023-2040) التي أطلقتها الوزارة في آذار الماضي. وأشارت الاستراتيجية إلى أنه “يتوقع رفع (القدرة الاستيعابية) إلى 800 ألف متر مكعب يوميا خلال السنوات الخمس المقبلة بعد إنجاز المشاريع الحالية والمتعاقد على تنفيذها”.
ويبلغ عدد محطات معالجة المياه العادمة 31 محطة موزعة على مختلف مناطق الأردن، وتُدار من قبل مؤسسات في قطاع المياه، منها 6 مخصصة لمعالجة مياه الصرف الصحي المنقولة عبر صهاريج النضح، وفق الاستراتيجية.
وتعتبر محطة خربة السمرا لمعالجة مياه الصرف الصحي “الأكبر” بواقع 365 ألف متر مكعب يوميا، تليها محطة جنوب عمان بقدرة تصل إلى 52 ألف متر مكعب يوميا.
وفي 2021، استوعبت محطة خربة السمرا في الزرقاء التي تخدم هذه المحافظة وعمّان نحو 68% من جميع تدفقات مياه الصرف الصحي في الأردن، حسبما أوضحت الاستراتيجية.
وتدرس وزارة المياه إنشاء محطة جديدة، إضافة إلى محطة خربة السمرا، لزيادة قدرة المعالجة لكل من عمّان والزرقاء، وفق الاستراتيجية التي تحدثت عن “دراسة توسيع وإعادة تأهيل بعض محطات معالجة مياه الصرف الصحي في بعض المحافظات منها إنشاء محطتين جديدتين في دير علا وناعور ومحطة في محافظة البلقاء بدلا من محطة عين الباشا في البقعة”.
وتعد مياه الصرف الصحي المعالجة، والمسماة كذلك بالمياه المستصلحة، “ثالث أهم المصادر للمياه” وهي في “ازدياد مستمر”، إذ يعاد استخدام أكثر من 90% من مياه الصرف الصحي المعالجة “بشكل آمن” لاسيما لأغراض الري، على ما ذكرت الاستراتيجية.
وفي عام 2021، تمت معالجة نحو 185.6 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي، كما وتمت إعادة استخدام 167 مليون متر مكعب منها لأغراض الري والصناعة مما أسهم بما نسبته 15% في الموازنة المائية الوطنية لعام 2021، مقارنة بـ 11% لعام 2011، بحسب الاستراتيجية.
ولفتت الاستراتيجية النظر إلى أن الأردن “يتمتع بتغطية عالية نسبيا” لشبكة الصرف الصحي حيث تصل إلى 66% من السكان، وسط توقع ارتفاع هذه النسبة بعد “إنجاز المشاريع الجارية والمخطط لها في مناطق المملكة كافة”.
لكن الاستراتيجية أوضحت أن “العديد من شبكات الصرف الصحي في المملكة بما فيها عمّان والزرقاء، قديمة وبحاجة إلى التجديد وإعادة التأهيل ضمن أولويات أعدت لهذه الغاية”.
وقالت: “بعض خطوط النقل المثقلة بالحمل الزائد عن قدرتها الاستيعابية في كل من عمان والزرقاء تعاني من بعض مشاكل الفيضان خاصة في فصل الشتاء، وذلك بسبب الربط غير القانوني لمياه الأمطار على شبكات الصرف الصحي في المباني وفي بعض الطرق بدلا من ربطها بالنظام المنفصل لتجميع مياه الأمطار وتصريفها”.
وتتفاوت نسب تغطية شبكة الصرف الصحي في المحافظات الشمالية والجنوبية، حيث تصل في المفرق إلى 17% من عدد السكان أما في إربد فتبلغ 50%، وفي الطفيلة 20% من السكان لكن في العقبة 85% على ما ذكرت الاستراتيجية.
وقد يمثل التوسيع في نطاق التغطية ليشمل مناطق جديدة غير مخدومة في المناطق الشمالية من خلال الربط بشبكة الصرف الصحي الناقلة الحالية “تحديا بالنظر إلى قدرة النظام الحالي المحدودة”.
وفي الجنوب، يحتاج القطاع إلى “استثمارات ضخمة” لتوسيع نطاق تغطيته بحيث يشمل مراكز التجمعات السكانية الأكثر انتشارا خاصة في محافظة معان، بحسب الاستراتيجية التي لفتت النظر إلى أنه “سيتم القيام بمشروعات توسيع نطاق تغطية الشبكة بناء على دراسة وتحليل للتكلفة والعائد المتوقع والأثر البيئي خصوصا على المياه الجوفية”.