قالت وزيرة التنمية الاجتماعية وفاء بني مصطفى، إن لغة الإشارة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي نظام لغوي ذو ثراء وتعقيد يعبر عن الثقافة والهوية لمجتمعات الصم وهي وسيلة حية وفعالة للتواصل والتعبير عن الذات وهذا ما يجعلها أكثر من مجرد لغة.
وأكدت بني مصطفى خلال رعايتها الاحتفال باليوم العالمي للغات الإشارة الذي أقامه الاتحاد الأردني للصم، اليوم السبت، في المركز الثقافي الملكي، أن اليوم العالمي للغات الإشارة الذي يصادف 23 من شهر أيلول/ سبتمبر من كل عام، يعد مناسبة مهمة لتأكيد قيمة وأهمية لغة الإشارة وحقوق الأشخاص الصم وهو فرصة نوعية لدعم وحماية الهوية اللغوية والتنوع الثقافي لجميع الصم ومستخدمي لغة الإشارة الآخرين.
وأشارت إلى أنهم في هذا اليوم، يجتمعون ليعبروا عن دعمهم وتقديرهم للجهود الكبيرة التي يبذلها أفراد مجتمع الصم والبكم في تعزيز التفاهم والشمولية في المجتمعات، وليعبروا عن التزامهم بتعزيز حقوقهم وتوفير الفرص التي يحتاجونها لتحقيق إمكانياتهم الكاملة.
وأضافت، أن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب تضمين جميع شرائح المجتمع، بغض النظر عن القدرات اللغوية، مبينة أن اليوم العالمي للغة الإشارة يذكرهم جميعا بأهمية هذا الجانب ويدعوهم للتحدث بصوت واحد من أجل عالم أكثر شمولية وتفاهما.
وأوضحت بني مصطفى، أن اليوم العالمي للغة الإشارة، يأتي لضمان تحقيق العديد من الأهداف والغايات الرئيسية، وزيادة الوعي في المجتمعات حول الصم وضعاف السمع، مؤكدة أهمية لغة الإشارة كوسيلة تواصل رئيسية لهم، ونشر المعرفة عبر منصة حول لغة الإشارة وثقافة الصم وضعاف السمع والتحديات التي يواجهونها، بالإضافة إلى تعزيز مفهوم الاحترام والمساواة لجميع أفراد المجتمع بغض النظر عن قدراتهم السمعية ودعم حقوق الأشخاص الصم وضعاف السمع للوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والفرص الوظيفية وتكافؤ الفرص.
وأعربت الوزيرة عن أملها بأن يكون في كل المؤسسات العامة والخاصة مترجم لغة إشارة للتسهيل على أبناء الصم، مشيرة إلى أن وزارة التنمية الاجتماعية ستقوم بتدريب 8 موظفين على لغة الإشارة وستكلف موظفين يعملان لديها للعمل في خدمة الجمهور لتقديم الخدمات لذوي إعاقة الصم وضعفاء السمع وتسهيل الإجراءات عليهم.
من جهته، أكد رئيس الاتحاد الأردني للصم جمال عبد المحسن، أهمية اليوم العالمي للغات الإشارة، حيث يمكن لذوي إعاقة الصم الانخراط في المجتمع وتجاوز التحديات وتسهيل الأعمال التي يقومون بها ويحتاجونها في ظل تعدد لغات الإشارة وتنوعها.
وخلال الاحتفال الذي حضره العين آسيا ياغي، ومدير مديرية بدائل الإيواء وشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة في وزارة التنمية الاجتماعية خليفة الشريدة وعدد من المسؤولين في اتحاد الصم الأردني وممثلين عن الجمعيات والأندية المعنية بذوي إعاقة الصم، تم تقديم نبذة عن اليوم العالمي للغات الإشارة وثقافة الصم وأساليب واستراتيجيات تواصل الصم المكفوفين، بالإضافة إلى تقديم فرقة نادي سمو الأمير علي بن الحسين لدبكة الصم وأغنية وطنية بلغة الإشارة
وعرض فيلم قصير حول قصة نجاح للأصم محمود عودة صاحب مشروع “تميم وريم” وهو مشروع ريادي يقوم على تقنية D3، ويشمل الدمج بين لغة الناطقين ولغة الإشارة.
بدورها، عرضت رئيسة جمعية المرأة الصماء مي بدر، جملة من الأمور المتعلقة بلغات الإشارة العالمية والتي تزيد على 200 لغة.
وكرمت بني مصطفى في نهاية الحفل، الفائز بجائزة الاتحاد الأردني للصم، عودة صاحب مشروع “تميم وريم”، والعين آسيا ياغي والمشاركين بالجائزة وعدد من رؤساء الجمعيات والأندية المعنيين بذوي إعاقة الصم وجهات رسمية داعمة.
كما كرم عبد المحسن، الوزيرة بني مصطفى على رعايتها للاحتفال ودعمها لذوي إعاقة الصم وضعفاء السمع.