تحل السبت الذكرى 41 لبداية مذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان في منتصف أيلول/سبتمبر 1982، بعد الاجتياح الإسرائيلي، التي راح ضحيتها آلاف الشهداء، خلال الحرب الأهلية في لبنان.
كان لبنان في تلك الفترة غارقاً في الحرب الأهلية. وبين 16 و18 أيلول/سبتمبر 1982، أقدمت عناصر ميليشيات مسيحية أبرزها ميليشيا الكتائب اللبنانية بدعم إسرائيلي على ارتكاب مجزرة في مخيمي صبرا وشاتيلا، ولم تعرف الحصيلة الحقيقية النهائية. وراح ضحية المجزرة كذلك 100 لبناني على الأقل وعدد من السوريين.
وتقول وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إن نحو 4 الاف شهيد راحوا ضحية المجزرة.
في 11 أيلول/سبتمبر 1982 بدأت القوات متعددة الجنسيات بالانسحاب قبل عدة أيام: الأميركية في 10 أيلول/سبتمبر 1982، والإيطالية في 11 أيلول/سبتمبر، والفرنسية في 13 أيلول/سبتمبر. انسحبت تلك قوات قبل موعدها الرسمي بـ 10 أيام، بالرغم من ضمانات أميركية واتفاق بعدم دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى بيروت الغربية، وضمانة حماية المدنيين الفلسطينيين.
قصفت المدفعية والطائرات الإسرائيلية مخيمي صابرا وشاتيلا، رغم خلوهما من السلاح والمسلحين، وأحكمت حصار مداخلهما، لتُدخل بعد ذلك قوات الكتائب إلى المخيمين.
اعترف تقرير “لجنة كاهان” الإسرائيلية بمسؤولية الحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال عن هذه المذبحة استناداً إلى مساعدة قوات الكتائب إلى الدخول إلى صبرا وشاتيلا.
وحمّلت لجنة تحقيق رسمية إسرائيلية بعد سنوات من وقوع المجزرة، المسؤولية غير المباشرة عنها، إلى عدد من المسؤولين الإسرائيليين بينهم “وزير الدفاع” في حينه أرييل شارون. كما ألقت بالمسؤولية الأساسية على إيلي حبيقة الذي كان آنذاك مسؤول الأمن في “القوات اللبنانية”.
وعُرف حبيقة بعلاقاته مع المسؤولين الإسرائيليين، قبل أن يتقرّب من السوريين في المراحل الأخيرة من الحرب الأهلية (1975-1990). وأصبح عام 1992 وزيراً في الحكومة ونائباً. واغتيل في 24 كانون الثاني/يناير 2002، بتفجير سيارة مفخخة في الحازمية (شرق بيروت).
ولم ترد القوات التي كانت في حينه ميليشيا متحالفة مع إسرائيل، على هذه الاتهامات مطلقاً. والتزمت الصمت حول الموضوع.
ورفعت مجموعة من الناجين دعوى قضائية على شارون في بلجيكا، لكن المحكمة رفضت النظر في القضية في أيلول/سبتمبر 2003.
ذهب ضحية المذبحة آلاف الشهداء من الفلسطينيين واللبنانيين العُزل، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى تعرض نساء لاغتصاب متكرر.
خط زمني
الأربعاء 15 أيلول/سبتمبر حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيمي صبرا وشاتيلا، وراقبت كل حركة في المنطقة.
الجمعة 17 أيلول/سبتمبر، بدأت معالم المجزرة تتضح لمعظم سكان المنطقة، بعد مشاهدة جثث، وجرافات تهدم بيوتا، وحالات فرار فردية وجماعية إلى مستشفيات قريبة. ازداد عدد المهاجمين، واقتُحمت المستشفيات، وقتل ممرضون وأطباء واختُطف مرضى ومصابون وهاربون من المجزرة.
السبت 18 أيلول/سبتمبر، استمرت عمليات القتل والذبح والخطف، وبدأ التحقيق مع أهالي المنطقة في المدينة الرياضية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومسلحون من ميليشيا الكتائب، وجرى اعتقال واختطاف العشرات.
“أفظع عمل إرهابي في تاريخ الشرق الأوسط الحديث”
صنف باحثون جنسيات ضحايا مذبحة صبرا وشاتيلا: 75% فلسطينيون، 20% لبنانيون، 5% (سوريون، وإيرانيون، وبنغال، وأتراك، وأكراد، ومصريون، وجزائريون، وباكستانيون) وآخرون لم تحدد جنسياتهم.
وصف الصحفي البريطاني “روبرت فيسك” الذي زار مخيم شاتيلا صبيحة السبت 18 أيلول 1982 المذبحة بأنها “أفظع عمل إرهابي في تاريخ الشرق الأوسط الحديث” في حين وصفها الصحفي الإسرائيلي، أمنون كابليوك، أحد مؤسسي مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة “بتسليم” في تحقيق بأنها “أكثر المذابح بشاعة وفظاعة منذ الحرب العالمية الثانية”.
يقول عز الدين مناصرة في كتابه “الثورة الفلسطينية في لبنان 1972-1982” كل واحد من الشهداء يمتلك سرديته الخاصة، ولأنهم يمتلكون هذه السرديات، تم اغتيال الشهود على مأساة أكبر، حدثت عام 1948.