قصص كثيرة تروي تجارب أشخاص اقتربوا من الموت ونجوا، حيث رأوا بعد ذلك ما رأوه خلال رحلتهم، لكن دون الإجماع على رواية واحدة حتى لو كانت متشابهة أحياناً، إلا أن دراسة جديدة كشفت أخيراً السر.
فقد نشرت دراسة في مجلة «Resuscitation» مؤخراً، وتهدف إلى الكشف عما يسمى «الوعي الخفي» للموت وذلك عن طريق قياس النشاط الكهربائي في الدماغ عندما يتوقف القلب والتنفس.
وأوضح المؤلف الرئيس للدراسة، سام بارنيا، الذي بحث في هذه الظاهرة لعقود من الزمن، أن «الملايين من الأشخاص أبلغوا عن تجارب قريبة من الموت، منذ اختراع الإنعاش القلبي الرئوي عام 1960».
كذلك أشار إلى أن «العديد من الأشخاص وصفوا تجارب متشابهة خلال إنعاشهم، وهي أن وعيهم أصبح أكثر قوة وحيوية، وأصبح تفكيرهم أكثر وضوحاً، بينما يحاول الأطباء إنعاشهم ويعتقدون أنهم ماتوا».
«انفصلوا عن أجسامهم»
وكشف أن المرضى أبلغوا عن إحساسهم في ذلك الوقت بأنهم انفصلوا عن أجسامهم، وأصبح بإمكانهم رؤية وسماع الأطباء والممرضات، وكانوا قادرين على الإبلاغ عما كان يفعله الأطباء لهم بطريقة لا يمكن تفسيرها، بحسب ما نقلت شبكة «سي إن إن».
كما لفت إلى أنه «غالباً ما يراجع الناس حياتهم بأكملها، ويتذكرون الأفكار والمشاعر والأحداث التي لا يستطيعون عادة تذكرها، ويقومون بتقييم أنفسهم بناء على مبادئ الأخلاق والقواعد».
يشار إلى أن الدراسة طبقت خلال قيام الأطباء بإجراء الإنعاش القلبي الرئوي لعدد من المرضى، حيث ربطت فرق البحث أجهزة قياس الأكسجين والنشاط الكهربائي برأس الشخص المحتضر.
واستغرقت محاولة الإنعاش في المتوسط ما بين 23 و26 دقيقة. ومع ذلك، فقد وجدت الدراسة أن بعض الأطباء استمروا في إجراء الإنعاش القلبي الرئوي لمدة تصل إلى ساعة.
«نتائج غير مقنعة»
وخلال عمليات الإنعاش تم إعادة 53 شخصاً فقط من أصل 567 شخصاً في الدراسة، أو 10 في المئة، إلى الحياة، ومن بين هؤلاء، تمت مقابلة 28 شخصاً لمعرفة ما يمكنهم تذكره من هذه التجربة.
في حين أبلغ 11 مريضاً فقط عن وعيهم أثناء الإنعاش القلبي الرئوي، وتحدث 6 فقط عن تجربة «الاقتراب من الموت».
وكان بعض الخبراء في المجال أقل اقتناعاً بنتائج الدراسة، التي تم تقديمها لأول مرة في جلسات علمية في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 وغطتها وسائل الإعلام على نطاق واسع.
وقال الدكتور بروس جريسون، أستاذ كارلسون الفخري للطب النفسي وعلوم السلوك العصبي في كلية الطب بجامعة فيرجينيا «إن «هذا التقرير الأخير عن موجات الدماغ المستمرة بعد السكتة القلبية قد تم تضخيمه بشكل غير متناسب من قبل وسائل الإعلام».