تسعى وزارة المياه والري إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للسدود الحالية عبر معالجة الرواسب التي تمثل “تحديا كبيرا ومستمرا”، مشيرة إلى حاجة لبناء سدود صحراوية جديدة لضمان تطوير مصادر المياه السطحية المتجددة المتوقع تراجعها، وفق استراتيجية وطنية.
ولفتت استراتيجية وزارة المياه للأعوام (2023-2040) التي أطلقت في آذار الماضي، إلى أن “تراكم الرواسب في السدود يشكل تحديا كبيرا”، حيث “يعمل باستمرار على خفض سعة التخزين في السدود بحيث وصلت في العام 2022 السعة المفقودة في 4 سدود رئيسية منذ الإنشاء إلى 39 مليون متر مكعب أو 27% من سعتها الأصلية”.
ويبلغ عدد السدود في الأردن حاليا 13 سدا بسعة تخزينية تبلغ نحو 280 مليون متر مكعب. وتعتبر السدود البنية الرئيسية المستخدمة لتخزين واستخدام المياه السطحية،وكانت شركة استشارية، وقعت اتفاقية العام الماضي مع سلطة وادي الأردن، أوصت ببناء 3 سدود جديدة في الأودية الجنوبية من المملكة، وذلك استنادا إلى دراسة أولية أجرتها الشركة، بحسب ما ذكرت الأمينة العامة لسلطة وادي الأردن منار محاسنة في منتصف العام الحالي.
وقالت الاستراتيجية إن تراكم الرواسب “سيستمر في إعاقة تخزين المياه السطحية ما لم يتم تنفيذ برامج خاصة لمعالجتها”. لكنها أوضحت أن برامج إدارة وإزالة الرواسب في السدود “ستساعد على استعادة قدراتها على تخزين المياه السطحية أو على الأقل المحافظة على مستوى قدرتها الحالية”.
واستنادا إلى الاستراتيجية، “تتسبب الرواسب المتراكمة بمشاكل تشغيلية في العديد من السدود، حيث إنها قد تسبب الانسداد وبالتالي تعطيل تصريف المياه الممنهج”.
وبالنسبة لوزارة المياه فإن “زيادة الطاقة الاستيعابية للسدود الحالية وذلك عن طريق معالجة الترسبات أو زيادة ارتفاعات السدود ما أمكن تمثل أولوية ملحة”.
وتستخدم غالبية المياه في السدود لأغراض الري.
وتقدر الاستراتيجية بأن جريان المياه السطحية وتغذية المياه الجوفية سيتراجعان بنسبة 15% بحلول العام 2040، بسبب تأثيرات تغير المناخ، أي أن تغذية طبقات المياه الجوفية ستبلغ 240 مليون متر مكعب سنويا فقط بدلا من 280 مليون متر مكعب حاليا وأن كميات المياه السطحية المتدفقة باستثناء المياه المشتركة مع دول الجوار ستبلغ 340 مليون متر مكعب سنويا بدلا من 400 مليون متر مكعب حاليا.
وأشارت الاستراتيجية إلى إن قطاع المياه يتعين عليه تشييد سدود صحراوية جديدة من شأنها أن تضمن تطوير مصادر المياه السطحية المتجددة لأقصى حد عملي مسموح وموصى به.
وأوضحت في هذا الصدد، أن “التوسعات في السدود الصحراوية ستعتمد على دراسات هيدرولوجية حقيقية ودراسات الجدوى والمواقع التي تخدم تغذية المياه الجوفية لحقول الآبار الرئيسية ومراكز الطلب على المياه”.
وتحدثت الاستراتيجية عن انخفاض كميات الهطول المطري الذي “يحد من إمكانية التخزين في السدود فعلى سبيل المثال في العام 2020، استقبلت السدود 30% من إجمالي سعتها التخزينية فقط”.
وانخفاض مستويات الهطولات المطرية “يضع 92 %من مناطق الأردن ضمن المناطق الجافة أو شبه الجافة التي تستقبل أقل من 200 مم من الهطول المطري سنويا” بحسب الاستراتيجية.