تمثل جلالة الملكة رانيا العبدالله حالة فريدة واستثنائية ليس بصفتها ملكة اردنية عربية هاشمية فحسب بل أيضا بصفتها الانسانية التي لامست قلوب الكثيرين تصدر عنها في أحيان كثيرة بعفوية معبرة عن دواخلها النقية.
ولأن العمر لا يقاس بعدد السنين بل بنتاجها فإن الذكريات تلمع بوهج مختلف؛ فملكتنا الهاشمية تحدثت ذات يوم من على منبر عالمي عن الاسلام وتحديدا كيف تستقبل يومها فجرا كأي أم تدعو المولى ان يحفظ اسرتها وان يعم السلام على العالم. حينها قالت جلالتها “ان الصلاة– وهي الممارسة الجوهرية للإيمان– تستطيع أن تُرشدنا نحو مسار أفضل.. مسار سأدعوه الطريق الثالث، هذا الطريق الثالث ليس متوسط نقيضين، بل يسمو على القطبية، ويرفعنا إلى أرضية أعلى أقرب ما أن تكون أرضية مشتركة أيضًا”.
ونجحت جلالتها أيما نجاح بمخاطبة الشباب والتواصل معهم عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي او من خلال كلماتها في الكثير من اللقاءات التي تجمعها بهم، وذات مناسبة تكنولوجية تقول جلالتها “يُقلقني من أننا نستخف بقيمة أغلى عملة في عالمنا: وقتنا. ويُقلقني أنه حتى مع تطور الواقع الافتراضي نتجاهل احتياجات واقعنا الفعلي”، مشيرة جلالتها الى اهمية التكنولوجيا شرط ان لا تشغلنا عن اهم ما نملك وهو الوقت ومحيطنا وعائلتنا .
وحين نتحدث عن الملكة الزوجة فليس هناك ما هو ابلغ وأجمل من مقولتها “ليس هناك نعمة اكبر من ان اسير رحلة حياتي بجانبك.. ممتنة لكل يوم معك”.
وفي الشأن الإنساني العالمي تخاطب جلالتها العالم لتسليط الضوء على رحلات الموت عبر البحر معربة عن قلقها على “اطفال يتم خذلانهم في عالم بقي فيه خيارهم الوحيد اللجوء لمهربي الشر”، وفي مشهد آخر تركز على مشكلة النزوح واللجوء وتبعات ذلك على الاطفال، وفي مناسبة أخرى يتدفق حنوها على طفلة تعاني من السرطان تصحبها في لحظات تختصر حملات التوعية بأهمية مواجهة هذا الخبيث يدا بيد.