دعا الخبير واختصاصي الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني إلى منع اصطياد الطيور المهاجرة بالمملكة خلال العام الحالي تحسبا لاحتمالات حملها مرض انفلونزا الطيور.
وأضاف في تصريح انه بحسب التصريحات الرسمية فإن المملكة خالية من انفلونزا الطيور حاليا، لكن هذا لا يمنع من احتمالية وصول المرض إلينا إذا لم يتم اتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة، سيما بعد تحذيرات منظمة الصحة العالمية التي جاءت بعد إصابة فتاة ووالدها في كمبوديا بالمرض سابقا.
وأكدت منظمة الصحة العالمية بأن الفاشيات الحالية لأنفلونزا الطيور، تسببت في حدوث دمار لمجموعات من الحيوانات، بما في ذلك الدواجن والطيور البرية وبعض الثدييات، كما أضرت الفاشيات بسبل عيش المزارعين وتجارة الأغذية، وبالرغم من تأثير تلك الفاشيات الواسع النطاق على الحيوانات، فإنها تشكل مخاطر مستمرة مُحدقة بالبشر.
وأشار المعاني الى انه يجب الامتناع التام عن الصيد خلال فترة هجرة الطيور حرصا على الصحة العامة، نتيجة وجود مخاطر جدية من انتشار فيروس انفلونزا الطيور، من الطيور البرية المهاجرة من شمال اسيا الى افريقيا، حيث يمكن ان تنتقل العدوى الى الصياد عند اللمس او نتف ريش الطيور أو عبر الهواء.
وبين ان منظمة الصحة العالمية قدرت ارتفاع الأخطار العالمية من انتشار فيروس انفلونزا الطيور بعد وفاة فتاة من كمبوديا، وحاليا تراجع تقييم الأخطار العالمية من انتشار الفيروس، وتأخذ الأخطار من هذا الفيروس على محمل الجد، كما انها تحث الدول على رفع درجة الانتباه والحذر، بعد زيادة انتشاره بين الطيور البرية والدواجن في مناطق مختلفة من العالم.
وعلى الرغم من اعتبار الخطر من فيروس الطيور البشر منخفضا وفق المعاني، إلا ان هناك اقل من 900 اصابة بالفيروس بين البشر، كانت أكثر من نصفها قاتلة، نتيجة تعرض البشر لطيور مصابة أو حيوانات تتغذى على الطيور التي قتلها الفيروس.
واعتبر ان حالة الوفاة الأخيرة في كمبوديا زادت المخاوف من خطر تحورات الفيروس، نتيجة طفرات مختلفة بما يشكل تهديدا اكبر على صحة البشر، لافتا الى ان منظمة الصحة العالمية على زيادة استعداداتها لكل الاحتمالات، وتشير إلى وجود أدوية عديدة مضادة للفيروسات متوفرة، بالإضافة الى حوالي 20 لقاحا مرخصا للتطعيم ضد الفيروس في حالة تحوله الى وباء.
وقال ان امتزاج فيروس انفلونزا الطيور مع فيروس انفلونزا الموسمية لدى الإنسان، يمكن أن ينتج فرعا جديدا من الفيروس ينتقل إلى الإنسان ويهدد حياة البشر مستقبلا، وبالتالي فإن هناك مجهودا عالميا متزايدا لمكافحة هذه الآفة، وتجنب المضاعفات الخطيرة التي تشكل تهديدا للصحة في العالم.
وعن أعراض مرض انفلونزا الطيور، أوضح المعاني بأنها تشمل الحمى، وسيلان الانف والتهاب الحلق، والسعال والصداع، والم العضلات، وبعض المصابين قد يعانون من التهاب الملتحمة أو التهاب رئوي، كما ان معدل الوفاة مرتفع عند المرضى الذين يعانون من أعراض شديدة.
أما طرق انتقاله، لفت الى ان الفيروس ينتقل بواسطة الهواء من خلال افرازات الجهاز التنفسي، والاحتكاك المباشر، أو عن طريق براز الطيور المريضة، وتلوث الأيدي بها لفترة طويلة، كما يمكن أن ينتقل بواسطة العلف الملوث بالفيروس والماء وغيرها من المواد والألبسة الملوثة، علما أن الأماكن المغلقة والمقفلة والضيقة في المزارع تزيد من الإصابة بالعدوى أيضا.
ونوه المعاني الى ان انفلونزا الطيور، هي إصابة ناتجة عن فيروس الانفلونزا A أو H5N1, تصيب الطيور الداجنة والبرية على السواء تسبب بموتها، خاصة عند الدجاج والحبش، ويمكن أن تصيب حيوانات اخرى.
وبخصوص الأشخاص الأكثر تعرضا للإصابة في المناطق الموبوءة، فهم حسب المعاني عمال الدواجن وعائلاتهم، والذين يقطنون في مزارع الدواجن، والتقنيون في التعاونيات الزراعية والبيطريون الذين يعملون في المزارع مع الدجاج والطيور الحية، ناهيك عن عمال التنظيمات في مزارع الدواجن.
وفيما يتعلق بالإجراءات التي يجب اتخاذها للوقاية من انفلونزا الطيور، طالب المعاني بتحصين الطيور ضد المرض، عن طريق التغذية الجيدة، وإعطاء المضادات الحيوية في المياه، لمنع انتشار المرض في المزارع، والالتزام بمبادئ النظافة والتربية الصحية، وإبادة الطيور المصابة، وعدم السفر الى المناطق الموبوءة، وتجنب زيارة الأسواق والاماكن الملوثة وأخذ إجراءات وقائية ونظافة المكان.
ونادى بعدم الاحتكاك بالحيوانات سيما الدواجن والعصافير الحية، وعدم استهلاك لحمة الدجاج والبيض، الا إذا كانت مطهيا حراريا بشكل كاف لمدة خمسة دقائق، وغسل اليد ين بشكل دائم بالماء والصابون لمدة نصف دقيقة على الأقل، بالإضافة لعدم استيراد لحم الدواجن من الدول الموبوءة.