وقال مشاركون في الاجتماعات التي ذكر الأوكرانيون أنها تضم ممثلين لنحو 40 دولة، بدأت في فترة بعد الظهر في مدينة جدة الساحلية.

وبحسب جدول الأعمال، من المفترض أن تتضمن الجلسات ثلاث ساعات من إلقاء البيانات من مختلف الوفود، ثم إجراء مناقشات مغلقة لمدة ساعتين، وأخيرا عشاء عمل.

وقال رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك الجمعة، قبل وصوله إلى جدة لترؤس وفد بلاده: “أتّوقع ألا تكون المحادثات سهلة” مضيفا “لدينا خلافات كثيرة، وسمعنا مواقف كثيرة، لكن من المهم أن نشارك أفكارنا”.

وتابع: “مهمتنا هي توحيد العالم كله حول أوكرانيا”.

بدأت الحرب في أوكرانيا في 24 شباط 2022، وفشلت في محاولتها الاستيلاء على العاصمة، لكنها استولت على مساحات شاسعة من الأراضي في الشرق، فيما تقاتل القوات الأوكرانية المدعومة من الغرب لاستعادتها.

وقال مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع، إن الاجتماعات في جدة ستركّز على صيغة للسلام مكونة من 10 نقاط تدعو إلى الانسحاب الكامل للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.

كما تطالب بالعودة لحدود أوكرانيا السابقة، بما في ذلك أراضي القرم التي ضمتها روسيا منذ عام 2014. وقالت موسكو التي لا تشارك في اجتماعات جدة، إنّ أي مفاوضات يجب أن تأخذ في الحسبان “الحقائق الإقليمية الجديدة”.

– مجموعة “بريكس” –

تأتي المحادثات في جدة في أعقاب اجتماعات أجريت في حزيران في كوبنهاغن ولم يصدر في ختامها بيان رسمي.

وبحسب مسؤول كبير في البيت الأبيض، فإن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يترأس وفد واشنطن في جدة.

وفي حين أن واشنطن لا تتوقع حدوث انفراجة كبيرة أو بيانات مشتركة، قال دبلوماسيون لفرانس برس، إن الاجتماعات تهدف إلى إشراك مجموعة من الدول في نقاشات حول الطريق نحو السلام، لا سيما أعضاء كتلة “بريكس” مع روسيا التي تبنت موقفًا أكثر حيادا بشأن الحرب على عكس القوى الغربية.

من جهتها، تشارك الصين في محادثات جدة من خلال مبعوثها إلى أوكرانيا لي هوي، وقد أبدت بكين تصميمها على “مواصلة أداء دور بناء من أجل تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية”.

كما أرسلت الهند وجنوب إفريقيا مسؤولين إلى جدة، في حين قالت وسائل إعلام برازيلية، إن المستشار الخاص للشؤون الدولية للرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، تسيلسو أموريم، سيشارك عبر الفيديو.

والجمعة، رحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمحادثات جدة، بما في ذلك البلدان النامية التي تضررت بشدة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الذي أحدثته الحرب.

وقال: “هذا مهم للغاية؛ لأنه في قضايا مثل الأمن الغذائي، يعتمد مصير ملايين الأشخاص في إفريقيا وآسيا وأجزاء أخرى من العالم بشكل مباشر على مدى سرعة تحرك العالم لتحريك مسار السلام”.

لكن البرازيل اعتبرت السبت أن “أي تفاوض فعلي يجب أن يشمل جميع الأطراف” بمن فيهم روسيا، على قول تسيلسو أموريم.

وأضاف أموريم وفق تصريح تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه: “رغم أن أوكرانيا هي الضحية الأكبر، إذا أردنا السلام فعلا، علينا أن نشرك موسكو في هذه العملية في شكل أو في آخر”.

– مساع حميدة –

تبرز اجتماعات جدة “استعداد السعودية للقيام بمساعيها الحميدة للإسهام في الوصول إلى حل يفضي إلى سلام دائم” حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية الجمعة.

ورأى الخبير في السياسة السعودية في جامعة برمنغهام عمر كريم أنّ الرياض تبنّت “استراتيجية توازن كلاسيكية” يمكن أن تخفّف من وطأة أي موقف روسي مناهض لاجتماعات جدة.

وفي أيار الماضي استضافت السعودية فولوديمير زيلينسكي في قمة جامعة الدول العربية في جدة.

وقال مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد “مجموعة الأزمات الدولية”جوست هيلترمان، إنّه “من خلال استضافتها للاجتماع (حول أوكرانيا)، تريد السعودية تعزيز محاولتها لتصبح قوة وسيطة عالمية لديها القدرة على التوسط في النزاعات”.

وأضاف أن الرياض “تريد أن تكون في الخندق ذاته مع الهند أو البرازيل؛ لأن هذه القوى الوسيطة إن عملت كفريق فيمكن أن تأمل في أن يكون لها تأثير على المسرح العالمي كقادة لحركة عدم الانحياز المتجددة”.

من جهته، رأى المحلل السعودي المقرب من الحكومة علي الشهابي أن “هذه المحادثات هي مثال رئيسي على نجاح استراتيجية السعودية المتعددة الأقطاب في الحفاظ على علاقات قوية مع أوكرانيا وروسيا والصين”.

أ ف ب