ويأتي هذا التصعيد في العنف ليهدد التوازن الهش في القسم الشمالي من ثاني بلد في إفريقيا من حيث عدد السكان، بعد تسعة أشهر على انتهاء نزاع مدمر في منطقة تيغراي المجاورة.

وجاء في بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء أبيي أحمد “أصبح من الضروري إعلان حالة الطوارئ؛ لأن وضعا طرأ وبات من الصعب السيطرة على هذه الحركة غير المقبولة بموجب القانون الحالي”.

لكن البيان لم يوضح ما إذا كانت “حالة الطوارئ” تطبق على منطقة أمهرة أو كل أنحاء البلاد كما لم ترد حكومة أبيي على الفور على أسئلة وكالة فرانس برس لطلب توضيحات.

والجمعة، أعلنت شركة الطيران الإثيوبية تعليق رحلاتها المقررة ليومي السبت والأحد نحو ثلاثة من أصل أربعة مطارات في أمهرة (غوندار ولاليبيلا وديسي) لتخدم فقط العاصمة الإقليمية بحر دار.

وتصاعدت الاشتباكات في أمهرة بين الجيش الوطني ومقاتلين محليين في الأسابيع الماضية، في تصعيد خطير للعنف. كانت هاتان القوتان متحالفتين خلال عامين من الحرب في منطقة تيغراي المجاورة بين تشرين الثاني 2020 وتشرين الثاني 2022.

حقوق الإنسان

في الأسابيع الأخيرة، وقعت “اعتداءات على مدنيين” و”توقفت خدمات النقل والخدمات الاجتماعية” و”قطعت خدمات الإنترنت في أجزاء كثيرة من المنطقة” بحسب بيان نشرته المفوضية الإثيوبية لحقوق الإنسان، وهي مؤسسة عامة مستقلة.

ودعت المفوضية إلى “اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لتجنب أي ضرر وانتهاكات لحقوق الإنسان خلال الإجراءات التي تتخذها الحكومة لاستعادة السلام والأمن في المنطقة”.

وتسمح حالة الطوارئ التي قد تستمر حتى ستة أشهر، بفرض حظر تجول، وتسهيل عمليات التفتيش والتوقيفات من جانب القوات الأمنية.

وأدت حالة الطوارئ السابقة التي فرضت في العاصمة أديس أبابا بين تشرين الثاني/نوفمبر 2021، وشباط/فبراير 2022 إلى توقيفات جماعية لسكان تيغراي، مما أدى إلى إدانات منظمات حقوقية.

مساء الخميس، دعت سلطات منطقة أمهرة الحكومة الاتحادية إلى اتخاذ “إجراءات” لإعادة الأمن متحدثة عن وضع “يصعب السيطرة عليه”.

توتر

في غوندار، قال سائق مركبة “توك توك” تم الاتصال به عبر الهاتف، إن “الوضع هادئ، لكنه متوتر في المدينة” بعد “تبادل إطلاق النار بين مسلّحي فانو وقوات الدفاع الوطني الإثيوبية” (الجيش الفيدرالي) في اليوم السابق.

وأضاف شرط عدم كشف اسمه “يتجول مسلّحو فانو في المدينة، وربما يستعدون لمعارك كبيرة مع الجيش الفيدرالي”.

في لاليبيلا؛ وهي بلدة سياحية تشتهر بكنائسها المنحوتة في الصخر التي تعود إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر والمدرجة على لائحة التراث العالمي لليونسكو، كان الوضع “هادئا” الجمعة في المطار والمدينة الخاضعين لسيطرة مسلّحي فانو، وفق ما قال أحد السكان لوكالة فرانس برس.

وأوصت عدة سفارات غربية لا سيما بريطانيا وإسبانيا في الأيام الماضية رعاياها بعدم التوجه إلى المنطقة؛ بسبب “العنف” و”عدم الاستقرار” فيها.

وشهد شمال إثيوبيا عامين من الصراع الدموي في تيغراي بين الحكومة الفيدرالية والسلطات الإقليمية المنشقة من جبهة تحرير شعب تيغراي.

وأنهى اتفاق سلام في تشرين الثاني 2022 هذه الحرب، لكن النص أثار غضب قسم كبير من القوميين الأمهرة، وهي المنطقة التي تضم ثاني أكبر عدد سكان في البلاد.

وتحتل القوات الخاصة في أمهرة وفانو خصوصا منذ النزاع تيغراي الغربي، وهي منطقة ملحقة إداريا بتيغراي، لكن يطالب بها الأمهرة فيما تطالب جبهة تحرير شعب تيغراي باستعادتها بموجب بنود اتفاق السلام.

أ ف ب