أطلقت أمانة عمان، الأربعاء، مشروع الزراعة الحضرية المستدامة في مدينة عمّان، الذي يتم تمويله ودعمه من حكومة اليابان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بهدف تعزيز الزراعة في المغلف الحضري لعمان، واستخدام أساليب الزراعة الحديثة المناسبة للظروف المناخية وندرة المساحات الزراعية، والحصاد المائي من أسطح المنازل.
ويأتي مشروع الزراعة الحضرية المستدامة كاستجابة للظروف المناخية التي توثر على قطاعي الزراعة والمياه، كارتفاع درجات الحرارة وتراجع الهطول المطري، واستجابة إلى التوترات السياسية العالمية التي أثرت على إمدادات الغذاء في العالم كافة وكإجراء احترازي للتكيف مع هذه الظروف، فضلاً عن الدروس المستفادة من تبعات جائحة فيروس كورونا على الأسر الأقل حظاً نتيجة تأثر سلاسل التزويد.
نائب أمين عمّان محمد القيسي قال “نتجه نحو مستقبل أكثر تحديات، ولكن في الوقت نفسه هو فرصة لنجعل من الابتكار والتعاون قوة دافعة للتغيير الإيجابي “.
وأضاف أن مشروع الزراعة الحضرية في عمّان يأتي منسجماً مع خطة أمانة عمان الاستراتيجية ومكملاً لنجاحات سابقة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمشاريع ترتبط بملف التغير المناخي منها كفاءة الطاقة والتخطيط الحضري المستدام وقياس المخاطر المناخية وإعداد خطة تنفيذية للتخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية على مستوى المدينة.
وسيركز المشروع على استخدام مياه الأمطار وعمل حصاد مائي على مستوى المنازل وتبني أساليب زراعة حديثة مثل الزراعات المائية لإنتاج الغذاء على مستوى المنزل، وزيادة المساحات الخضراء، حيث تم تشكيل فريق عمل من قطاع الزراعة والصحة في الأمانة لاختيار المواقع والأسر والمنتفعين من المشروع.
وقال السفير الياباني أوكوياما جيرو إن هذه المبادرة هي شهادة على التزام اليابان والأردن الثابت لمواجهة التحديات العالمية للتغير المناخي، وندرك الحاجة الملحة للتصدي لتحديات مترابطة لأزمات الغذاء والصدمات المناخية، والتي لها تأثير سلبي عميق على السكان الأكثر هشاشة.
وأضاف “سنتخذ اليوم خطوات حاسمة لدفع هذا المشروع إلى الأمام، وآمل أن يقدم لنا المشروع في النهاية مساراً نحو حلول مستدامة”.
من جانبها أشارت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي رنده أبو الحُسن، إلى أهمية تكاتف الجهود على المستوى الوطني والإقليمي والدولي لمواجهة تأثيرات التغير المناخي وأثرها المتسارع على عمليات التنمية وأنظمة الإنتاج وخاصة أنظمة المياه والزراعة.
وأكدت أبو الحُسن أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يولي أهمية كبيرة لأنظمة الغذاء والأمن الغذائي في الأردن، ويقدم الدعم في كافة المجالات لتحسين كفاءة هذه الأنظمة من خلال حلول شمولية ترتكز على الابتكار وتبني نهجا أكثر تكاملية ما بين قطاعات المياه والطاقة والبيئة في إنتاج الغذاء.
وجرى خلال إطلاق المشروع تقديم عرض عن طريقة مياواكي التي وضعها العالم النباتي الياباني أكيرا مياواكي وهي تقنية مبتكرة لإنشاء غابات كثيفة باستخدام النباتات الأصلية للمنطقة ويتم تطبيقها على نطاق واسع حول العالم في التشجير الحضري، مما يسمح للغابات بالازدهار حتى في المساحات المحدودة.