بلغ عدد زوار المدرج الروماني “مسرح فيلادلفيا” خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي قرابة 90 ألفا، حسب إحصائيات دائرة الآثار العامة.
وقال مدير عام الدائرة فادي بلعاوي، إن المدرج تم بناؤه في مدينة فيلادلفيا “الاسم القديم لمدينة عمّان” خلال القرن الثاني الميلادي في فترة حكم الإمبراطور أنتونينوس بيوس، موضحا أن الدائرة بدأت بأعمال الترميم للمدرج عام 1957 ميلادي، ليعود مكانًا للترفيه وإقامة الفعاليات المتنوعة.
واشار بلعاوي إلى أن الدائرة قامت بإنشاء متحفين بالمدرج الروماني، الأول متحف الحياة الشعبية في القبو الغربي، ويعرض لتطور حياة سكان الأردن واستعمالهم لمختلف الأدوات والأثاث، أما المتحف الثاني فهو “المتحف الشعبي للحلي والأزياء” والذي أنشئ في القبو الشرقي بالمدرج، ويعرض للثياب التقليدية لمعظم المدن الأردنية والفلسطينية والحلي وأدوات الزينة التي تستخدمها النساء.
وأكد سعي الدائرة لتطوير هذه المتاحف حسب المعايير العالمية، لتنشيط الحركة السياحية في وسط عمان، لافتا إلى أن المدرج “المسرح” يتسع لـ 6000 مشاهد، ويتكون من مقاعد للمشاهدين، وساحة نصف دائرية (أوركسترا)، ومنصة، ومداخل للجمهور، وغرف لتبديل الملابس.
وأضاف، “كانت قديماً وخلال فترة حكم الإمبراطور أنتونينوس بيوس، تقام بالمدرج فعاليات متنوعة، كالمصارعة بالسيف أو مع الحيوانات المفترسة، حيث يجري قبل البدء بالاحتفالات تقديم قربان لديونيسيوس (إله الاحتفال والمسرح) على المذبح الموجود وسط ساحة الاوركسترا.
وبين بلعاوي، أن مقاعد المشاهدين قسمت قديماً إلى ثلاثة مستويات: الأول وهو الجزء السفلي وكان يجلس عليه أعضاء مجلس الشيوخ وخصصت فيه عدد من مقاعد الشرف، والثاني هو الجزء الأوسط من المدرج وخصص للجيش والمواطنين، في حين خصص المستوى الثالث وهو الجزء العلوي من المسرح للفقراء والأجانب والعبيد والنساء.
وتشهد المواقع الأثرية والسياحية في المملكة انتعاشا ملحوظا وحركة سياحية نشطة وغير مسبوقة خلال عام 2023، مقارنة بأعوام ما قبل كورونا.
ويتمتع الأردن بتاريخ غني ومواقع أثرية فريدة تحمل معها بقايا حضارات مرت عبر العصور القديمة، تاركة بصمات الشعوب السابقة وهو ما يجذب الزوار لها من مختلف أنحاء العالم.