تناولت الأمسية القصصية الأولى ضمن البرنامج الثقافي لرابطة الكتاب الأردنيين في مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الـ37، والتي أقيمت مساء الجمعة في المقرّ الرئيس للرابطة بعمّان، قضايا من راهن المجتمع، وموضوعات وطنية.
وفي الأمسية التي أدارها عضو الهيئة الإدارية للرابطة الروائي عبدالسلام صالح، شارك كتاب القصة: عمر أبو بكر، وعيسى حداد، وصبحة علقم، وناريمان أبو إسماعيل، بقراءات قصصية تنوعت بين القصة والقصة القصيرة جدا، وحملت مضامين إنسانية ووطنية وتناولت قضايا مجتمعية وسلوكيات بشرية.
وقرأت القاصة أبو اسماعيل من مجموعتها الجديدة “انكسارات على حبات المسبحة” قيد الطبع ثلاث قصص الأولى منها حملت عنوان “الحجلة” حيث عمدت فيها إلى توظيف إحدى الألعاب الشعبية القديمة التي كان الأطفال يمارسونها لا سيما البنات، كرمز للتمرد على القيود التي يفرضها المجتمع دون مبرر منطقي.
فيما جاءت قراءتها للقصة الثانية المعنونة “النقطة” والتي وظفت فيها القاصة أبو إسماعيل التكثيف في السرد، كما وظفت النقطة كرمز للدلالة على رفض الأدوار المقولبة التي يفرضها المجتمع على الإنسان ووضعه في إطار يحدده له.
أما في قصتها الثالثة التي حملت عنوان “صنم” فواصلت القاصة أبو اسماعيل توظيف الألعاب الشعبية القديمة التي كان يمارسها الأطفال ومنها لعبة بالاسم ذاته، ومن خلال توظيف الرمزية العالية لتسلط الضوء على نماذج من البشر ممن يرفضون سيرورة وتطور الحياة والتفاعل معها والبقاء في ذهنية متكلسة لا تتقبل الانفتاح والحوار.
وقرأ القاص أبو بكر من مجموعته التي تحمل عنوان “خيبة فرح” قصته الأولى بعنوان المجموعة ذاتها، تناول فيها زواج صغيرات السن.
فيما تناول في قراته لقصته الثانية والمعنونة بـ”حالة طارئة” حكاية شاب يجلس في بيته ولا يرغب بالخروج إلى أن يتلقى اتصالا هاتفيا من صديقه يطلب منه أن يلتحق به وخلال اندفاعه في ذلك وقيادته لمركبته بطريقة طائشة تجاوز فيها القوانين وأحدث إرباكا في الطرقات وعرض الآخرين للخطر، يتبين أن سبب دعوة صديقه له مجرد تذكيره بموعد لمباراة كرة قدم.
وفي هذا القصة يعمد القاص أبو بكر إلى تسليط الضوء على سلوكيات لثقافة اجتماعية لبعض الأفراد الذين لا يراعون مصلحة الآخرين وإنما يتصرفون بشكل لا يبتعد كثيرا عن الأنانية المفرطة وغير المبررة لأسباب واهية غالبا.
كما قرأ قصة قصيرة جدا، تحدثت عن موظف في إحدى الشركات الكبرى جرى إعلانه موظف الشهر المثالي ومكافأته بتعليق صورته على لوحة في الشركة في الوقت الذي هو غير راض عن ذلك لأنه كان ينتظر من مرؤوسيه تقديرا تتعلق بحقوقه الوظيفية تحقق له الرضا والأمان الوظيفي، بحيث حملت القصة في مضامينها العميقة أن البعض يكتفي بأسهل الطرق لمكافأة شخص على منجز يستحق أكثر من ذلك.
وقرأ حداد ثلاث قصص؛ الأولى منها حملت عنوان “نشوة الألم” من مجموعته القصصية “صدر الأخ” تناولت بطولات القوات المسلحة الأردنية-الجيش العربي وبطولاته، وفي قصته الثانية المعنونة “البيدر” من مجموعته القصصية “البيدر” وظف سيل الذكريات متكئا على حكايا الريف والبيدر والأهازيج وربطها بالثقافة الوطنية والارتباط بالأرض والدفاع عنها في وجه كل معتد.
ولم تبتعد قصته الثالثة المعنونة “حقل الغام” عن البعد الوطني، لا سيما ما يتعلق بقضية فلسطين حيث تتناول القصة حكاية أسير تزوره زوجته التي تهم بعرض صورة ابنته التي لم يلتقها منذ زمن بعيد فتهب ريح تحمل الصورة بعيدا إلى خلف الأسلاك الشائكة دون أن يتسنى له أن يراها.
وأما علقم فقرأ من مجموعتها القصصية “مجرد صديقة” 10 قصص قصيرة جدا امتازت بالتكثيف ومنها “ذبول”، و”خذوا أحذيتكم وانصرفوا”، و”قناع”، و”هروب”، و”صراف آلي”، و”حقائب” تناولت القضايا التي تتعلق بثنائية المرأة والرجل وما تعتريه من إشكاليات في بعديها الاجتماعي والفردي أو على صعيد ثنائيتهما معا، كما تناولت موضوعات تعالج الفقر والاستغلال وحقوق الإنسان.