جمع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة، عشرات من الدول في مسعى دولي لمكافحة الفنتانيل وغيره من المخدرات الصناعية، من دون مشاركة الصين.
وقال بلينكن في اجتماع افتراضي لوزراء أكثر من 80 دولة، إن الولايات المتحدة- حيث توفي قرابة 110 آلاف أميركي العام الماضي من جرعات زائدة أغلبها من الفنتانيل- هي أول من يطلق التحذير.
وأضاف “بعد إشباع سوق الولايات المتحدة، تتجه المؤسسات الإجرامية العابرة للحدود إلى أماكن أخرى لتوسيع أرباحها”.
وأضاف “في حال لم نتحرك معا بإلحاح شديد؛ فإن المزيد من المدن في جميع أنحاء العالم ستتحمل التكاليف الكارثية” التي شهدتها الولايات المتحدة.
تعد مادة الفنتانيل الأفيونية الصناعية أقوى من الهيرويين بمقدار 50 مرة، وهي السبب الأول لوفاة الأميركيين الذين تراوح أعمارهم بين 18 و49 عاما.
أصبح الفنتانيل قضية مهمة في العلاقة المتوترة بين واشنطن وبكين، وتطرق بلينكن إليها خلال زيارته الصين.
حظرت الصين تصدير الفنتانيل إلى الولايات المتحدة عام 2019 في قرار أشادت به إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
لكن خبراء يقولون، إن الصين تواصل السماح بتصدير السلائف الكيميائية للفنتانيل إلى المكسيك وأميركا الوسطى، حيث تصنع الكارتيلات المخدر قبل تهريبه إلى الولايات المتحدة.
نفت الصين في الماضي مسؤوليتها عن أزمة جرعات الفنتانيل الزائدة، وألقت المسؤولية على المجتمع الأميركي وشركات الأدوية.
ورفضت الصين الدعوة للمشاركة في الاجتماع، مؤكدة أنها تؤمن بالتعاون الدولي ضد المخدرات، ولكن الولايات المتحدة أرسلت رسالة خاطئة عبر فرضها عقوبات على الشركات الصينية بسبب الفنتانيل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وينغ وينبين في بكين، إن الصين “تعارض بشدة تشويه سمعة الدول الأخرى ومهاجمتها أو فرض عقوبات أحادية الجانب على دول أخرى باسم مكافحة المخدرات”.
وأكد مساعد السكرتير لمكتب الشؤون الدولية لمكافحة المخدرات وإنفاذ القانون تود روبينسون أن الولايات المتحدة سترحب بمشاركة الصين في اجتماعات مستقبلية معربا عن أمله في أن تتواصل دول اخرى مع بكين.
وأضاف “جزء من السبب الذي نحاول فيه ضم هذا التحالف سوية هو إشراك دول أخرى في الجهود ضد سلاسل التوريد هذه، وجزء من مسؤوليتها سيكون الانخراط مع جمهورية الصين الشعبية”.
وأقر بلينكن ضمنا أن تصرف الصين وحدها لن يقضي على الوباء.
وقال “عندما تفرض إحدى الحكومات قيودا صارمة على سلائف كيماوية، يقوم المهربون ببساطة بشرائها من مكان آخر”.
وأكد بلينكن أن التحالف سينظر أيضا في أفضل الممارسات محليا لعلاج الإدمان.
وبحسب الوزير الأميركي، فإن أعضاء التحالف سيجتمعون حضوريا في أيلول المقبل على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وسيتطرق التكتل الجديد أيضا إلى مخدرات صناعية أخرى من بينها الكبتاغون، وهي حبوب أساسها الأمفيتامين المحفّز، وباتت اليوم المخدّر الأول على صعيد التصنيع والتهريب وحتى الاستهلاك في منطقة الشرق الأوسط.
وتُشكل دول الخليج وخصوصاً السعودية الوجهة الأساسية لحبوب الكبتاغون. وشاركت السعودية في اجتماع الجمعة.
أ ف ب