يعد من نجوم السينما القلائل الذين حققوا إيرادات عالية وقياسية بأفلامهم، بجانب تحقيقه للمعادلة الصعبة، وهي الجمع بين القيمة التجارية والفنية، فضلاً عن استمراره على قمة الهرم السينمائي لمدة تزيد على 20 سنة متواصلة. كل هذه العوامل لا تغني عن إمكانيات الفنان كريم عبدالعزيز التمثيلية. فهو ممثل من طراز مميز يستطيع تقديم أدوار شعبية وكوميدية ودرامية ونفسية. وفي فيلمه الجديد “بيت الروبي” تمكن كريم عبدالعزيز من تحقيق نجاح غير عادي كالمعتاد، وهو ما أظهرته الإيرادات خلال الأيام الأولى من عرض الفيلم، بالإضافة إلى الإشادات التي حصل عليها من خلال تقديمه فيلم عائلي بسيط خفيف على القلب.
وأكد كريم عبدالعزيز، في تصريحاته مع أن الفيلم يعد تجربة مختلفة جديدة عليه تماما، كما أنه يعيد من خلاله تجربته في الغناء بعد مرور 19 عاما، فكانت آخر مشاركة له من خلال أغنية “شباب إنجليزي” من فيلم “الباشا تلميذ” والذي تم طرحه عام 2004.
وعن حماسه للفيلم وأسباب تقديمه له، قال “إن ما جذبني لهذا العمل هو الورق. فكرة تقديمنا لعمل يناقش موضوعا عصريا نعايشه جميعا، وهي فكرة السوشيال ميديا وتأثيرها علينا سواء بالإيجاب أو السلب، وتأثيره علي الأسرة والمجتمع، فقد وجدت الموضوع الذي كتبه كل من محمد الدباح وريم القماش، مكتوب بذكاء شديد جدا مع البسمة والكوميديا”.
وعن تفاصيل الفيلم وقصته والشخصية التي يقدمها، قال عبدالعزيز: “العمل كما قلت يناقش قضية السوشيال ميديا، ومهنة الانفلونسر التي انتشرت الفترة الماضية بشكل كبير، من خلال شخصيتي “إبراهيم الروبي” الذي يعيش هو وزوجته في إحدى المناطق الساحلية بعيدا عن القاهرة، ثم يأتي إليه شقيقه ليطلب منه الذهاب معه إلى القاهرة ليوم واحد، وهناك يواجه السوشيال ميديا، ويصبح عن طريق الصدفة “انفلونسر” مشهور وتحدث له العديد من المفارقات الكوميدية”.
وعن السبب الذي دفعه لتقديم الكوميديا الخفيفة من خلال هذا العمل الآن، أشار عبدالعزيز بالقول: “أميل دائما إلى التنوع في أعمالي، وعدم الثبات على وتيرة واحدة، فهناك ضرورة وأهمية للاختلاف والتنوع بالنسبة للفنان نفسه، فأنا أقدم “بيت الروبي” بعد “الاختيار” و”كيرة والجن”، بينما أستعد خلال الفترة المقبلة، للمشاركة في “الحشّاشين” و”الفيل الأزرق 3″.
وعن عودته للغناء من خلال الفيلم من خلال أغنية “سمع هس” التي يغنيها محمود العسيلي وجمعته بكريم محمود عبدالعزيز، وكلمات فليبينو، وتوزيع وألحان أحمد طارق يحيى، قال: “لقد جاء الأمر بالصدفة، وسعيد بهذه التجربة مع العسيلى وكريم، كما أنني سعيد بردود الأفعال حول الأغنية منذ طرحها على “يوتيوب”، على الرغم من أن صوتي ليس مناسبا للغناء، ولا أعلم كيف أعجب به الجمهور”.
ورفض بشكل قاطع تكرار فكرة الغناء قائلا: “لن أكررها مرة أخرى، فقد كان الأمر بالنسبة لي أشبه بالورطة، وقلت لكريم ونحن نغني في الأستوديو ذلك الأمر بشكل كوميدي، فلن أكرر تجربة الغناء مرة أخرى سواء فى فيلم أو أي عمل تلفزيوني، ربنا يكفينا شر الغفلة هي دي الغفلة بقى واحنا بنغني”.
ويُعد فيلم “بيت الروبي” هو التعاون الثالث الذي يجمع بين كريم عبدالعزيز مع المخرج بيتر ميمي، بعد أن قدما الجزء الثاني والثالث من مسلسل “الاختيار”، وعن ذلك قال: “كان ذلك دافعاً كبيراً لي للمشاركة في العمل، كما أنني أتعاون معه للمرة الرابعة في مسلسل “الحشّاشين” لرمضان 2024، فهو مخرج كبير، ويعي جيداً المشروع الذي يقدمه، لذلك أحب العمل معه لقدرته على إبراز جوانب فنية كثيرة موجودة بداخلي”.
وعن الجديد الذي سيقدمه على مستوي التليفزيون، قال: “خلال الأيام القليلة القادمة أعود لاستئناف تصوير مسلسل “الحشّاشين”، وذلك بعد تصوير جزء منه خلال الفترة الماضية، وهو من أهم وأكبر الأعمال التى سأقدمها في أعمالي. وهذا السبب في أن التحضير له أستغرق وقتا طويلا، وأعتبر شخصية “حسن الصباح” على الرغم من كونها صعبة للغاية إلا أنها من أمتع الشخصيات التى سأقدمها على الشاشة لما فيها من تفاصيل كثيرة، وأتمني أن تنال إعجاب الجمهور”.
وتابع: “المسلسل من المفترض عرضه فى موسم رمضان 2024، ويضم مجموعة كبيرة من الفنانين المتميزين مثل شريف سلامة وفتحي عبدالوهاب وميرنا نور الدين ومن تأليف عبدالرحيم كمال وإخراج بيتر ميمي”.
وعن أسباب خروج العمل من العرض في رمضان الماضي، قال: “ضيق الوقت وضخامة العمل هما وراء خروج المسلسل من موسم دراما رمضان الماضي، وتأجيله لرمضان 2024. فعلى الرغم من إنجاز بعض المشاهد آنذاك، فالمشروع يحتاج لفترة تجهيزات طويلة، والإعداد له جيداً دون تعجل، لأن عمل بهذا الشكل والضخامة لا يتكرر كثيراً، لذلك يجب تقديمه في أفضل صورة”.
وتابع أن “العمل التاريخي بشكلٍ عام، يحتاج لفترة تجهيزات طويلة، تفوق أي عمل فني آخر”، لافتاً إلى استئناف التحضيرات مؤخراً، تمهيداً لانطلاق التصوير خلال الفترة المقبلة، حيث إن التصوير سيكون في عدة دول أجنبية إلى جانب مصر.
وعن مصير الجزء الثالث من فيلم “الفيل الأزرق”، والذي حقق نجاحا كبيرا فى جزئيه الأول والثاني، قال: “أستعد لتقديم الجزء الثالث مع الكاتب أحمد مراد، وسيدخل حيز التنفيذ ولكن بعد الانتهاء من تصوير “الحشّاشين”، حيث إن المسلسل ينتمي إلى الأعمال التلفزيونية ذات الميزانية الضخمة جداً، كما أن موضوعه مؤثر ويقدم لأول مرة في الدراما المصرية.