أعلنت الرباط الجمعة، أنّ الدورة الثانية لقمّة النقب التي تجمع بين إسرائيل ودول عربية طبّعت علاقاتها معها والولايات المتّحدة التي كان مقرّراً أن يستضيفها المغرب هذا الصيف أرجئت إلى الخريف؛ بسبب تزايد وتيرة أعمال العنف في الضفّة الغربية المحتلّة.
وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة خلال مؤتمر صحفي في الرباط، إنّ المغرب كان قد اقترح استضافة القمّة و”كانت محاولات لعقدها خلال الصيف”.
وكانت إسرائيل قد استضافت الدورة الأولى من هذه القمّة العام الماضي، وشارك فيها يومها وزراء خارجية كلّ من إسرائيل والولايات المتّحدة ومصر والمغرب والإمارات والبحرين.
لكنّ بوريطة أوضح أنّ “هناك سياقاً سياسياً من شأنه ألا يتيح لهذا الاجتماع أن يثمر النتائج المرجوّة”.
وأضاف: “نعتقد أنّه يمكن (للاجتماع) أن يلتئم خلال الدخول المقبل في المغرب، ونأمل أن يكون السياق ملائماً لانعقاده”.
ويتزامن هذا الإعلان مع ارتفاع العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة وأسفر عن شهداء ومصابين، وكذلك إعلان الحكومة الإسرائيلية إجراءات لتسريع البناء في مستوطنات بالضفّة.
وقال بوريطة، إنّ “المغرب يستنكر الهجوم الإسرائيلي الأخير على مدينة جنين” وإنّ المملكة المغربية “تعبّر عن تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني الشقيق” و”تتابع بانشغال كبير التطورات المقلقة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
من جانبه، قال متحدّث باسم الخارجية الإسرائيلية لوكالة فرانس برس إنّه “لا يوجد ردّ” من الجانب الإسرائيلي على قرار الرباط.
وتعمل المملكة المغربية وإسرائيل على تمتين علاقاتهما منذ تطبيعها في أواخر العام 2020 من خلال اتّفاق ثلاثي، تضمّن أيضاً اعتراف الولايات المتّحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.
واستقبل المغرب مؤخراً ثلاثة وزراء إسرائيليين في زيارات رسمية متفرّقة، فضلاً عن رئيس الكنيست ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي.
كما يعمل البلدان على تعزيز تعاونهما العسكري في سياق إقليمي متوتّر.
لكنّ المملكة المغربية تسعى أيضاً إلى الموازنة بين علاقاتها مع إسرائيل والتزامها إزاء القضية الفلسطينية.
وأعاد بوريطة الجمعة التأكيد على موقف المغرب الداعم لحلّ الدولتين.
وأتى تصريح بوريطة خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السويسري إغناسيو كاسيس الذي يزور المغرب.