انطلق صاروخ في مهمّة خاصة تنظمها شركة “أكسيوم سبيس” الأميركية، الأحد، إلى محطة الفضاء الدولية مع طاقم يضم أول سعوديَّين أحدهما امرأة.
وانطلق صاروخ “فالكون 9” من إنتاج “سبيس إكس” الذي يقل ريانة برناوي وعلي القرني من مركز كينيدي الفضائي في ولاية فلوريدا الأميركيّة.
ويضمّ الطاقم أيضا بيغي ويتسن رائدة الفضاء السابقة في وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” التي توجهت إلى المحطة الدولية 3 مرات من قبل وستتولى قيادة المهمة، ورجل الأعمال الأميركي جون شوفنر الذي سيقود المركبة.
وسيمضي هذا الطاقم 10 أيام على متن محطة الفضاء الدولية التي يتوقع أن يصل إليها الاثنين عند نحو الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش.
وقالت برناوي التي درست العلوم، في مؤتمر صحافي خلال الأسبوع الحالي “من دواعي سروري وشرف كبير لي أن أكون أول رائدة فضاء سعودية وأن أمثل المنطقة”.
وأكدت أنها متحمسة للتحدث مع أطفال من محطة الفضاء الدولية.
وقالت إن “رؤية وجوههم عندما يشاهدون رواد فضاء من منطقتهم للمرة الأولى أمر مثير للاهتمام”.
وفي حياته العادية، يعمل القرني طيارا حربيا.
وقال “كان لدي دائما شغف لاستكشاف المجهول وتأمل السماء والنجوم”، معتبرا أن “هذه فرصة رائعة بالنسبة إلي لمتابعة هذا الشغف والتحليق بين النجوم هذه المرة”.
وأنشأت المملكة هيئة الفضاء السعودية في 2018 وأطلقت العام الماضي برنامجاً لإرسال رواد فضاء إلى الفضاء.
تجارب علمية
يفترض أن يجري أفراد الطاقم الأربعة نحو عشرين تجربة أثناء إقامتهم تتعلق واحدة منها بدرس سلوك الخلايا الجذعية في انعدام الوزن.
وسينضم هؤلاء إلى رواد الفضاء السبعة الموجودين على متن محطة الفضاء الدولية، وهم 3 روس و3 أميركيين ورائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي الذي أصبح الشهر الفائت أول مواطن عربي يسير في الفضاء.
وهذه المهمة المسماة “ايه اكس-2″ (Ax-2)، هي الثانية المنبثقة من شراكة بين وكالة الفضاء الأميركية و”أكسيوم سبيس” التي توفر رحلات فضائية مماثلة لقاء ملايين الدولارات.
وتتولى الشركة تدريب رواد الفضاء المبتدئين واستئجار وسائل نقل وتسهيل فترة إقامتهم في الفضاء.
وكانت مهمة أولى أُطلق عليها “ايه اكس- 1” (Ax-1) نقلت في نيسان من العام الماضي 3 رجال أعمال ورائد فضاء سابق هو مايكل لوبيز-أليغريا لقضاء أسبوعين في محطة الفضاء الدولية.
وأشار بعض رواد الفضاء الموجودين في محطة الفضاء الدولية إلى أنهم اضطروا لتخصيص قسم من وقتهم الثمين للاهتمام بهؤلاء السيّاح.
محطات فضائية خاصة
تشكل هذه المهمات بالنسبة إلى “أكسيوم سبيس” خطوة أولى نحو هدفها الطموح المتمثل في بناء محطة فضائية خاصة بها يُفترض أن تطلق النموذج الأولي منها في نهاية 2025.
وسيكون هيكلها متصلا بداية بمحطة الفضاء الدولية، قبل أن يُفصل عنها ويصبح مستقلا.
وتعتزم ناسا وقف العمل بمحطة الفضاء الدولية بحلول عام 2030، وإرسال روادها إلى محطات خاصة.
وتعهدت روسيا أخيراً تمديد مدة العمل في محطة الفضاء الدولية حتى العام 2028، بعدما هددت بالانسحاب منها عقب بدء الحرب في أوكرانيا، ما أثار تساؤلات في شأن استمرار المحطة.
وعلى غرار الولايات المتحدة، يلتزم الشركاء الدوليون الآخرون في المحطة، وهم اليابان وكندا ووكالة الفضاء الأوروبية، مواصلة عملياتهم في محطة الفضاء الدولية حتى العام 2030.
أ ف ب