اعتدى مستوطنون، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، على عدد من الفلسطينيين، في البلدة القديمة من القدس المحتلة.
وكانت قوات الاحتلال قد شددت من إجراءاتها العسكرية في مدينة القدس المحتلة وبلدتها القديمة، وحولتها إلى ثكنة عسكرية، بذريعة تأمين “مسيرة الأعلام” الاستيطانية.
ويشارك أكثر من ربع مليون مستوطن، الخميس، في مسيرة الأعلام التي انطلقت من شارع يافا إلى باب العامود، وفق مراسلة “المملكة”.
وبينت أن أصحاب المحال التجارية أجبروا على إغلاق محالهم، مشيرة إلى وجود كبير لقوات الاحتلال الإسرائيلي عند منطقة باب العامود؛ لتأمين اقتحامات المستوطنين.
ويشارك في المسيرة الاستفزازية وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، ووزيرة المواصلات ميري ريغيف، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمنية في “الكنيست” يولي إدلشتاين، ووزير النقب والجليل يتسحاق فاسرلاوف، بالإضافة إلى نواب في الكنيست من أحزاب “الليكود”، و”الصهيونية الدينية”، و”قوة يهودية”.
ودفعت سلطات الاحتلال بالمئات من عناصر الشرطة إلى مدينة القدس المحتلة، ونصبت الحواجز العسكرية على الطرقات الرئيسة، وأغلقت بعض المحاور الرئيسة.
وأفادت مصادر محلية أن شرطة الاحتلال اعتقلت 10 مقدسيين، بزعم إغلاقهم شارعا، لمنع مستوطنين من الوصول إلى حيث مكان انطلاق المسيرة، في باب العامود.
وبحسب شهود عيان، استخدمت شرطة الاحتلال طائرة عمودية وأخرى مسيرة لمتابعة التطورات الميدانية.
ومنعت شرطة الاحتلال، الفلسطينيين من المرور بحرية في البلدة القديمة، بينما وفرت الحماية للمستوطنين.
ولوّح المستوطنون بأعلام دولة الاحتلال وأدوا رقصات استفزازية في ساحة باب العامود، أحد أشهر أبواب البلدة القديمة، فيما رفع مقدسيون العلم الفلسطيني، رفضا للمسيرة.
وقررت سلطات الاحتلال، أن تمرّ من المسيرة باب العامود، والحي الإسلامي في البلدة القديمة، وصولا إلى حائط البراق.
وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيليّ، قد أعلنت نشر 3200 من عناصرها لتأمين المسيرة التي تهتف عادة “الموت للعرب”، وتتزامن مع الذكرى السنوية الـ56 لاحتلال القدس الشرقية عام 1967، وفقا للتقويم العبري.
أدان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، سماح سلطة الاحتلال الإسرائيلي بتظاهرة استفزازية لليمين الإسرائيلية فيما يُعرف بـ”مسيرة الأعلام” في القدس المحتلة، مؤكداً أن مثل هذه الأفعال المتهورة، التي تجري تحت حماية الحكومة الإسرائيلية وبمشاركة من بعض رموزها، إنما تصب الزيت على النار، وتدفع بالأوضاع إلى حافة الانفجار في الأراضي المحتلة.
وقال المتحدث باسم الأمين العام جمال رشدي، إن استمرار اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، بقيادة وتشجيع من الحكومة اليمينية وأعضائها، يمثل استفزازا لمشاعر العرب والمسلمين باعتبار ذلك يمس واحدا من أقدس الأماكن لديهم.
وأضاف رشدي في تصريح له، أن “أبو الغيط” كان قد تناول في كلمته أمام الاجتماع الوزاري المنعقد في جدة الأربعاء تحضيرا للقمة المقررة الجمعة، ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفا حاسما حيال ممارسات الحكومية اليمينية الإسرائيلية الممعنة في التطرف والكراهية، عوضا عن حالة الصمت المشين التي تشجع المتطرفين على الاستمرار في نهجهم الخطير.
من جانبه، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” حازم قاسم، إن الاقتحامات الواسعة للمستوطنين ووزراء من حكومة الاحتلال للمسجد الأقصى، والاعتداء على المرابطين والمرابطات فيه، تصعيد للحرب الدينية التي يشنها الاحتلال ضد المقدسات في المدينة المقدسة.
وحمّل حكومة الاحتلال الفاشية وقادتها المجرمين المسؤولية الكاملة عن كل ما يجري من اعتداءات في المسجد الأقصى المبارك.