أكّدت أوكرانيا مساء الثلاثاء، أنّها استعادت من القوات الروسية 20 كيلومتراً مربّعاً في محيط باخموت حيث تدور معارك منذ أشهر وحيث تواجه موسكو صعوبات.
وكييف التي تصدّت ليلا لوابل من الصواريخ الروسية، تلقّت دعما من لندن على صعيد مسعاها للحصول على مقاتلات اف-16 التي تطالب بها منذ أشهر لتعزيز قدراتها على صدّ روسيا.
وأشارت رئاسة الحكومة البريطانية الثلاثاء، إلى أن لندن تعتزم بناء “تحالف دولي” لمساعدة أوكرانيا في الاستحصال على طائرات مقاتلة من طراز اف-16، وذلك إثر لقاء جمع بين رئيس الوزراء ريشي سوناك ونظيره الهولندي مارك روته.
وأشار بيان لرئاسة الحكومة البريطانية إلى أن الرجلين اتّفقا في الاجتماع الذي عقد بمناسبة قمة لمجلس أوروبا في أيسلندا، على “العمل معا من أجل بناء تحالف دولي لإمداد أوكرانيا بقدرات قتالية جوية (…) بدءا بالتدريب ووصولا إلى تسليم مقاتلات اف-16”.
يأتي ذلك في خضم معارك تشهدها باخموت، حيث تتركز الاشتباكات منذ أسابيع وحيث تمكّن الجيش الأوكراني من استعادة أراض في شمال المدينة وجنوبها، ومن كسر الإطباق شبه المحكم على المدينة التي يسيطر الروس على أكثر من 90% منها.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار “في الأيام الأخيرة حررت قواتنا نحو 20 كيلومترا مربعا شمال وجنوب ضواحي باخموت”.
وقلّل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من شأن التوقعات، مؤكدا أنه ليس الهجوم المضاد الواسع النطاق المرتقب والذي تعدّ له كييف منذ أشهر ويحتاج جيشها “لمزيد من الوقت” لإنجازه.
وذكرت ماليار أن القوات الروسية تواصل تقدمها داخل المدينة نفسها، حيث تحاصر الجيوب الأخيرة للمقاومة الأوكرانية في الغرب “وتدمر المدينة بالكامل بواسطة القصف المدفعي”.
وأعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين في تسجيل صوتي أنّ “وحدات فاغنر تقدّمت اليوم 200 متر وباتت تحتلّ 113 الف متر مربّع. العدوّ لا يسيطر سوى على 1.46 كلم في باخموت”.
إسقاط صواريخ
وليل الثلاثاء-الأربعاء، أكدت اوكرانيا انها صدت وابلا من الصواريخ الروسية وأسقطت 6 صواريخ روسية فرط صوتية من طراز كينجال التي تزعم روسيا انه يستحيل اعتراضها و12 صاروخاً من بينها كاليبر وإس -400 المضادة للطائرات وإسكندر البالستية وأيضا طائرات بدون طيار إيرانية الصنع.
في المقابل أكدت موسكو أن الصواريخ “أصابت كل أهدافها” وبينها نقاط “انتشار القوات المسلحة الأوكرانية” ومخازن ذخيرة وأسلحة غربية.
وشاهد صحافيو وكالة فرانس برس في كييف الدفاعات الجوية الأوكرانية وقد أطلقت وتضيء السماء لتدمير الصواريخ الروسية التي استهدفت العاصمة.
وأكد الجيش الروسي أنه دمر أيضًا نظام باتريوت الأميركي في كييف واعترض سبعة صواريخ ستورم شادو بريطانية بعيدة المدى أعلنت لندن عن تسليمها الأسبوع الماضي.
بحسب رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو فان ثلاثة اشخاص اصيبوا بهذا الهجوم الذي وقع قبل ساعات من وصول المبعوث الصيني لي هوي الى اوكرانيا في زيارة تستغرق يومين.
لي هوي الممثل الخاص للشؤون الأوراسية المكلف مناقشة تسوية للنزاع في أوكرانيا والسفير الصيني السابق لدى موسكو سيبحث “تسوية سياسية” للحرب في اوكرانيا. وسيزور ايضا بولندا وفرنسا والمانيا وروسيا.
ولم تصدر الصين، حليفة روسيا المقربة، علنا أي إدانة للتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، وذلك خلافا لغالبية القوى الدولية العظمى.
وأعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا الثلاثاء، أن مهمة سلام بقيادة ستة زعماء أفارقة ستتوجه “في أقرب وقت ممكن” الى أوكرانيا وروسيا مضيفا أن كييف وموسكو “وافقتا على استقبالها”.
قمة أوروبية
ويأتي هذا الهجوم الليلي الروسي الجديد أيضا غداة عودة زيلينسكي إلى كييف بعد جولة أوروبية زار خلالها إيطاليا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة.
وقال زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو “عائد إلى بلادي وبجعبتي (…) أسلحة قوية جديدة للجبهة”.
واستمرت جولة الرئيس الأوكراني يوما واحدا في المملكة المتحدة حيث تلقى تعهّدات بتزويد بلاده صواريخ للدفاع الجوي.
على الصعيد الدبلوماسي، تجتمع الدول الأعضاء الـ46 في مجلس أوروبا الثلاثاء، في ايسلندا لتأكيد وحدة الصف في وجه موسكو.
ويهدف هذا الاجتماع، وهو الرابع فقط للمنظمة الأوروبية التي أنشئت قبل 75 عاما، إلى زيادة سبل تحميل روسيا المسؤولية الجنائية عن الدمار والجرائم التي سببها هجومها لأوكرانيا.
والثلاثاء، أطلق مجلس أوروبا “سجلا للأضرار” الناجمة عن الهجوم الروسي لأوكرانيا، وفق ما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في افتتاح القمة.
واقترح ماكرون بناء مئات من مراكز الصحة الذهنية في أوكرانيا، لمعالجة الصدمات الناجمة عن الحرب.
موضوع آخر مهم هو ان تمديد الاتفاق حول صادرات الحبوب الأوكرانية كان لا يزال غير أكيد الثلاثاء، فيما قال الكرملين الثلاثاء، إن “أسئلة كثيرة” لا تزال تحتاج إلى معالجة.
أ ف ب