نظمت دائرة الآثار العامة في مقرها، الثلاثاء، محاضرة متخصصة بلغة الإشارة تحت عنوان “المواقع الأثرية في الأردن” بحضور وزير السياحة والآثار مكرم القيسي، وضمن مبادرة “أنا أستطيع” التي تهدف إلى تعريف الصم على أهم المواقع الأثرية في الأردن.
وقال القيسي، إن رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة من المسؤوليات الاجتماعية المهمة التي تقع على عاتق المجتمع بأكمله، لافتا النظر إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني يوجه باستمرار إلى الاهتمام بهذه الفئة.
وبين أن الوزارة والدائرة عملتا على إعداد العديد من الخطط والبرامج التي تركز على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من زيارة المواقع السياحية والأثرية، وتوفير فرص متساوية لهم للاندماج بالمجتمع والمشاركة بالتنمية الاقتصادية والثقافية.
وأكد خلال المحاضرة التي تأتي ضمن احتفالات دائرة الآثار العامة بمئويتها الأولى، أن الأردن شهد إنجازات مهمة في هذا المجال خلال الأعوام الأخيرة، وذلك بفضل الجهود الحثيثة التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني في هذا الصدد.
وأشار إلى أهمية توفير الدعم اللازم للصم بشكل خاص والأشخاص ذوي الإعاقة بشكل عام للاحتفاظ بتراثهم الثقافي وتعريفهم بثقافة المجتمع وتراثه وتاريخه وتعزيز الهوية الوطنية لديهم، وتمكينهم من زيارة المواقع الأثرية والمتاحف، وتوفير وسائل الاتصال اللازمة لهم للحصول على المعلومات عن هذه المواقع والآثار.
وقال، إنه “إيمانا من وزارة السياحة والآثار بضرورة دمج الأشخاص ذوي الإعاقة مع المجتمع، وتمكينهم من زيارة المناطق السياحية والأثرية، تم في الفترات الماضية تسيير رحلات مجانية لهذه الفئات إلى المواقع السياحية والأثرية عبر برنامج ‘أردننا جنة‘ المدعوم من الوزارة وهيئة تنشيط السياحة” مبيناً أنه بحسب نظام رسوم الدخول إلى المواقع الأثرية والمتاحف، تم إعفاء الأشخاص ذوي الإعاقة من هذه الرسوم.
وأوضح وزير السياحة أنه تم الاتفاق، خلال الاجتماع الذي عقدته الوزارة مع المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، على العمل في مجال السياحة الدامجة ضمن عدة محاور تشمل محور التشريعات الذي سيجري العمل من خلاله إشراك المجلس بمراجعة التشريعات الخاصة بتعديل مواد في قانون الآثار لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، واستخدام تطبيقات التكنولوجيا في المواقع الأثرية بحيث تشمل هذه المرحلة تجهيز المحتوى على محركات البحث، إضافة إلى إدخال اللغات الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة على منصات الوزارة ودائرة الآثار وهيئة تنشيط السياحة، وكذلك على تطبيق الدليل الإلكتروني.
وفيما يتعلق بمحور التدريب، بين القيسي، أنه تم الاتفاق على إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة بالبرامج التدريبية للوزارة مثل برامج أدلاء السياح “دليل بلغة الإشارة” وبرامج العمل في الفنادق والمطاعم، حيث ستقوم الوزارة بتغطية التكلفة على مشاركة هذه الفئات بهذه البرامج، أما المحور الرابع فسيجري العمل من خلاله على تجهيز المواقع لاستقبال الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث بدأت الوزارة بموقع جرش الأثري، وستنطلق خطتها لتشمل تجهيز كافة المواقع بالفترة المقبلة.
مدير عام دائرة الآثار العامة فادي بلعاوي أكد، ضرورة التعريف بأهمية التراث الثقافي والانتماء للتراث والتاريخ والحضارة وتعزيز الهوية الوطنية.
ولفت إلى دور الهاشميين في رعاية ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة، مبيناً ضرورة العمل على دمج الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل عام والصم بشكل خاص مع المجتمع، وإشراكهم في مجالات الحياة المختلفة.