استقبل وزير الصحة فراس الهواري الثلاثاء، بعثة خبراء دوليين من منظمة الصحة العالمية وفريق عمل الأمم المتحدة المعني بمكافحة الأمراض غير السارية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي التي تزور الأردن.
وتهدف الزيارة، بحسب بيان لوزارة الصحة، إلى “إجراء دراسة خاصة حول الاستثمار في الصحة النفسية في الأردن بالتعاون مع وزارة الصحة تتضمن ورشة عمل تستمر 3 أيام، وتأتي كجزء من الجهد المشترك لتحسين خدمات الصحة النفسية في الأردن”.
وقال الهواري، خلال اللقاء الذي تم خلاله إطلاق هذه الدراسة: “تأتي هذه البعثة في الوقت المناسب لقياس فوائد التوسع في خدمات الصحة النفسية”، مؤكداً التزام وزارة الصحة ببناء أنظمة صحية منيعة ومنصفة في الأردن تتضمن هذا النوع من الخدمات.
ولفت النظر إلى “أهمية دراسة حالة الاستثمار في الصحة النفسية في الأردن لمواجهة تحديات الصحة العام”، معتبراً أنّ “إجراء هذه الدراسة يعتبر مثالاً رائدا على التعاون بين الحكومة والمنظمات الدولية وشركاء التنمية لتحقيق ذلك، والتزاماً من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وفريق العمل المشترك التابع للأمم المتحدة المعني بمكافحة الأمراض غير السارية وبرنامج الأمم المتحدة بالعمل معًا لتنفيذ التدخلات الموضحة ضمن دراسة حالة الاستثمار وتحسين خدمات الصحة النفسية في الأردن”.
واستعرض الهواري خلال اللقاء، واقع حال الصحة النفسية في الأردن والخدمات التي تقدم من قبل وزارة الصحة في هذا المجال، لافتاً إلى أنّ الوزارة تعمل على تحسين وتيسير إمكانية الوصول إلى خدمات الصحة النفسية التي تقدمها الحكومة على مختلف المستويات.
وتحدث عن “منح التأمين الصحي للأشخاص ذوي الإعاقة ومن ضمنهم الإعاقة النفسية، حيث بإمكان الحاصل على التأمين الصحي أن يستفيد من كافة الخدمات الصحية المقدمة في المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة من تشخيص وتقييم وعلاج وإدخال مستشفيات ومتابعات في العيادات”.
استحدثت وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والهيئة الطبية الدولية، عيادات نفسية وعيادات مجتمعية ووحدات إدخال في عدد من المستشفيات والمراكز الصحية، مما “سهل حصول المرضى على خدمات الصحة النفسية بشكل عام” بحسب الهواري.
إضافة إلى تدريب الكوادر الصحية على برنامج سد الفجوة في الصحة النفسية mh-GAP ، ومأسسة هذا البرنامج ليكون من متطلبات الحصول على الاختصاص لأطباء طب الأسرة، وهذا يحقق دمج الصحة النفسية في الرعاية الصحية، بحسب الهواري.
ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن جميلة الراعبي، قالت “إن تعزيز السياسات وزيادة الاستثمار في مجال الصحة النفسية هدف رئيسي للصحة العامة والتنمية المستدامة”.
وشكلت منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فريقًا متخصصًا لدراسة المبررات الاقتصادية للاستثمار في الصحة النفسية في الأردن مما “يساعد على فهم وتقدير تكاليف حالات الصحة النفسية التي يتحملها قطاع الصحة بشكل خاص ويتحملها الاقتصاد الوطني بشكل عام” وفق الراعبي.
بدورها قالت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأردن رندة أبو الحسن: “الصحة النفسية حق من حقوق الإنسان وهي ضرورية لتحقيق التنمية المستدامة. إن دراسة حالة الاستثمار في الصحة النفسية في الأردن خطوة حاسمة نحو ضمان الشمولية والوصول إلى خدمات الصحة النفسية ذات الجودة العالية للجميع”.
وتعتبر الصحة النفسية من القضايا الهامة التي تؤثر على الفرد والأسرة في كل المجتمعات، حيث أدت جائحة كورونا إلى تفاقم وخلق تحديات جديدة أدت إلى زيادة في الطلب على خدمات الصحة النفسية في العالم، بحسب وزارة الصحة.
ويهدف الجهد المشترك بين كافة الأطراف المشاركة في الورشة إلى تعزيز السياسات وزيادة الاهتمام والاستثمار في الصحة النفسية باعتباره هدف رئيسي للصحة العامة والتنمية المستدامة ضمن أجندة 2030 لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.