هلا نيوز
أصدر القضاء التونسي بطاقة إيداع بالسجن في حق زعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي.
ودونت المحامية إيناس حرّاث، عضو هيئة الدفاع عن الغنوشي، قائلة: “قرر حاكم التحقيق في المكتب 33 في المحكمة الابتدائية في تونس، بعد جلسة تحقيقية دامت أكثر من تسع ساعات بين استنطاق ومرافعات، إصدار بطاقة إيداع في حق راشد الغنوشي، رئيس البرلمان الشرعي ورئيس حزب حركة النهضة”.
ويأتي ذلك بعد ساعات من تكذيب هيئة الدفاع عن الغنوشي ومستشاره السياسي، رياض الشعيبي، لوسائل إعلام تحدثت عن صدور بطاقة إيداع بالسجن في حقه.
وكانت السلطات التونسية اعتقلت الغنوشي مساء الاثنين، كما قامت بتفتيش منزله وإغلاق مقرات حركة النهضة في تونس، على خلفية إدلائه بتصريحات، حذّر فيها من “حرب أهلية” في حال إقصاء الإسلام السياسي واليسار من العملية السياسية في البلاد.
وتم توجيه تهمة “الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة وحمل السكان على مهاجمة بعضهم البعض وإثارة الهرج والقتل والسلب” للغنوشي وقيادات أخرى في حركة النهضة.
وأطلق عشرات السياسيين والحقوقيين في العالم حملة تضامن واسعة مع الغنوشي، مطالبين السلطات التونسية بالإفراج عنه.
من جهة أخرى، اجتاح هاشتاغ بعنوان “غنوشي لست وحدك” مواقع التواصل الاجتماعي.
وكتب ماهر المذيوب المستشار الإعلامي للغنوشي: “الغنوشي سجين رأي، واعتقاله شرف له ووصمة عار مدى الحياة وبعد الممات لسجانيه”.
وأضاف: “ندعو كافة البرلمانيين الأحرار في العالم، والاتحاد البرلماني الدولي وكافة المنظمات الحقوقية التونسية والإقليمية والدولية للوقوف والتضامن مع رئيس وأعضاء مجلس نواب الشعب (سابقاً) في تونس، ومخاطبة الرئيس قيس سعيد لإطلاق سراحهم ولاعتذار لهم باسم الدولة التونسية عن الأذى الشديد والمظلمة الكبرى الذي يعيشونها بسبب نضالهم السلمي المدني ضد الانقلاب على الدستور”.
ودوّن ياسين أوكتاي، مستشار الرئيس التركي: “إلى الشيخ راشد الغنوشي: لست وحدك ولن تكون، فالسجون للمجرمين والفاسدين، وليست للساسة ولا للمفكرين. عار على من سجنوك، وعار على من أيّد أو حتى صمت”.
وكتب الإعلامي الفلسطيني وضّاح خنفر: “لم يكن الاعتقال التعسفي سوى دلالة على الإفلاس الأخلاقي والانحطاط السياسي، فكيف باعتقال مفكر وزعيم ثمانيني عُرف دوماً بمواقفه المعتدلة، وخطابه المتوازن؟ الاعتقال لن يزيد الغنوشي إلا مكانة”.
واعتبر مهنّا الحبيل، مدير مكتب دراسات الشرق الإسلامي في اسطنبول أن “التضامن مع الشيخ راشد الغنوشي واجب فكري وأخلاقي لكل مثقف عربي”.
وكتب المحلل السياسي ياسر الزعاترة: “السجون لا تدفن الأحرار، والقمع لا يرفع الصغار. الغنوشي سيرة من النضال ضد الظلم والدكتاتورية، فيما كان من يستهدفه من أتباع الدكتاتورية، وبلا أي سيرة نضالية من أي نوع، وصعد بعد أن داعب خيال الناس بشعبويات أسفرت عن لا شيء”.
واعتبر الكاتب السعودي تركي الشلهوب أن “الغنوشي قامة فكرية وسياسية، ومحاولة الانقضاض عليه بهذا الشكل هي محاولة قتل متعمّد للسياسة في تونس. حفظ الله تونس، وحفظ شعبها، وفرّج عن رمزها الكبير”.
وكتب عبد الرزاق مقري، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية: “حينما يفشل المستبد في قهر الفكر لضآلة زاده وضيق أفقه وفقر نفسه يدفعه غروره إلى الفتك بالمفكر، فكيف إذا كان المفكر زعيما سياسيا ومصلحا اجتماعيا في بلده وأمته كما هو الشيخ راشد الغنوشي، إنه هو في الحقيقة، فك الله أسره، من يسجن السجّان ومن ينغص عيشة الظالم الغشوم”.
وكتب عزام التميمي، مدير معهد الفكر السياسي الإسلامي في لندن: “قضية الغنوشي قضية كل إنسان عربي من المحيط إلى الخليج يعشق الحرية ويتوق لرؤية بلاده تُحكم بالعدل وتنعتق من أغلال الاستبداد والفساد”.