وضع ريال مدريد الإسباني حامل اللقب قدماً في الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، وذلك بفوزه على ضيفه المنقوص تشيلسي الإنجليزي 2-صفر، الأربعاء، في ذهاب ربع النهائي، في حين حسم ميلان المواجهة الإيطالية الخالصة مع نابولي بالتقدم عليه 1-صفر.
في المباراة الأولى على ملعبه “سانتياغو برنابيو” يدين ريال مدريد بالفوز الذي سيجعله يخوض لقاء الإياب في 18 الشهر الحالي على ملعب “ستامفورد بريدج” في لندن بأريحية، إلى الثلاثي المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة والبديل ماركو أسنسيو اللذين سجلا هدفي اللقاء في الدقيقتين 22 و74، والبرازيلي فينيسيوس جونيور صاحب التمريرتين الحاسمتين.
رغب دائماً بالتسجيل
قال فينيسيوس لقناة موفيستار “كانت واحدة من أفضل مبارياتنا هذا الموسم، لكن لدينا مباراة الإياب وعلينا أن نحافظ على هدوئنا ونخرج بقوة كما خرجنا اليوم”.
وأضاف “كانت لدينا مساحة كبيرة ونرغب دائماً في تسجيل مزيد من الأهداف، لكننا لعبنا ضد فريق رائع. نعلم أنه من الصعب اللعب خارج أرضنا، ولهذا أردنا تسجيل المزيد”.
وعقّد تشيلسي مهمته أمام بطل المسابقة 14 مرة بعدما اضطر لخوض نصف الساعة الأخير بعشرة لاعبين إثر طرد المدافع بن تشلويل بالبطاقة الحمراء بعد خطأ ارتكبه عند حافة المنطقة على البرازيلي رودريغو.
وكان تشيلسي يخوض ثاني مباراة له بإشراف مدربه القديم-الجديد وأسطورته عندما كان لاعبا في صفوفه فرانك لامبارد، بعد أن خسر الأولى أمام ولفرهامبتون صفر-1 في الدوري المحلي.
وعانى تشيلسي مرة جديدة من العقم الهجومي حيث فشل في هز الشباك للمباراة الرابعة تواليا وهو ما يحصل معه للمرة الأولى منذ كانون الأول عام 1993.
وتقابل الفريقان في الأدوار الإقصائية للموسم الثالث توالياً، حيث فاز الفريق اللندني في نصف نهائي موسم 2020-2021 في طريقه لإحراز اللقب، في حين فاز ريال في ربع نهائي موسم 2021-2022 في طريقه أيضاً للفوز بالكأس.
بدأ ريال المباراة ضاغطاً، إلا أن تشيلسي كان الأخطر بعد دقيقتين من صافرة البداية معتمداً على الهجمات المرتدة ومنها كرة بدأها الفرنسي نغولو كانتي ومررها إلى المهاجم البرتغالي جواو فيليكس الذي دخل المنطقة وسدد زاحفة صدها الحارس البلجيكي تيبو كورتوا.
وردّ الفريق المضيف بلعبة مشتركة على الجهة اليسرى للمنطقة بين فينيسيوس وبنزيمة الذي تخلص من البرازيلي تياغو سيلفا وسدد بقدمه اليسرى كرة صدها الحارس كيبا أريسابالاغا (12)، لكن الأخير فشل في محاولة أخرى بعد تمريرة في ظهر الدفاع من 25 متراً من داني كارفاخال إلى البرازيلي داخل المنطقة سددها مباشرة بقدمه اليسرى صدها الإسباني وتابعها بنزيمة في المرمى الخالي (22).
وهو الهدف الرابع لبنزيمة في 7 مباريات هذا الموسم والرقم 90 في مسيرته في المسابقة القارية الأم.
كما سجل الفرنسي هدفه الـ 20 في 27 مباراة خاضها أمام أندية إنجليزية، والسادس في 5 مباريات أمام تشيلسي.
وكاد تشيلسي يدرك التعادل بعد دقيقة إثر تمريرة من الجهة اليمنى من جيمس داخل المنطقة تابعها رحيم سترلينغ المنطلق من الخلف تسديدة قوية صدها كورتوا.
وأبقى كيبا فريقه في أجواء اللقاء بتصديه لتسديدة من رودريغو (34) وأخرى من بنزيمة من 20 متراً (36)، وثالثة من الاوروغوياني فيديريكو فالفيردي (44).
واستهل ريال الشوط الثاني كما أنهى الأول بعد مجهود فردي رائع من فينيسيوس على الجهة اليسرى ليدخل منطقة الجزاء ويمرر كرة إلى بنزيمة حولها بدوره إلى الكرواتي لوكا مودريتش خارج المنطقة ليسدد الأخير كرة لولبية مرت سنتيمترات فوق العارضة (51).
وأجرى لامبارد تغييراً اضطرارياً عقب إصابة المدافع السنغالي خاليدو كوليبالي ليحلّ الإسباني مارك كوكوريا بدلاً منه (55)، قبل أن يطرد بعد 4 دقائق تشلويل إثر خطأ ارتكبه عند حافة المنطقة على رودريغو، ليحتسب الحكم ركلة حرة سددها النمسوي دافيد ألابا والتقطها الحارس.
وخرج فيليكس وسترلينغ ودخل الألماني كاي هافيرتس وتريفو شالوبا بدلاً منهما (65)، ورد أنشيلوتي بإخراج الفرنسي إدواردو كامافينغا ورودريغو وإدخال الألماني أنتونيو روديغر وأسنسيو (71)، ليسجل الأخير الهدف الثاني من تسديدة من حافة المنطقة بعد تمريرة حاسمة جديدة من فينيسيوس (74).
وأهدر بنزيمة رأسية أمام المرمى (90+2)، وأنقذ روديغر فريقه بتصديه لتسديدة (90+4).
تقدم ضئيل لميلان
وعلى ملعب سان سيرو، سجل الجزائري الدولي اسماعيل بن ناصر الهدف الوحيد لفريقه ميلان في مرمى مواطنه نابولي ليقوده إلى الفوز، وجاء هدف بن ناصر في الدقيقة 40.
خاض نابولي الذي بلغ ربع نهائي المسابقة القارية للمرة الأولى في تاريخه، المباراة في غياب هدافه النيجيري فيكتور اوسيمهن الذي تعرض لإصابة عضلية خلال مشاركته مع منتخب بلاده في النافذة الدولية الأخيرة.
لكنه في المقابل فاز في مبارياته الثماني الأخيرة خارج ملعبه في مختلف المسابقات قبل أن يضع ميلان حدا لهذه السلسلة.
ويحلق نابولي في صدارة ترتيب الدوري الإيطالي وبات تتويجه به للمرة الأولى منذ عام 1990 مسألة وقت ليس الا.
في المقابل، دخل ميلان حامل اللقب سبع مرات آخرها عام 2007 بمعنويات عالية ضد منافسه الجنوبي بعد أن ألحق به خسارة قاسية برباعية نظيفة في عقر داره مطلع الشهر الحالي في الدوري المحلي.
وهذه أول مواجهة إيطالية في الأدوار الإقصائية منذ دربي ميلانو في نصف نهائي 2005.
ولم يكن قد مضى على انطلاق المباراة سوى دقيقة واحدة حتى سنحت الفرصة الأولى لنابولي عندما سدد الجناح الجورجي المتألق خفيتشا كفاراتسخيليا كرة من زاوية ضيقة جدا لكن أحد مدافعي ميلان انقذها قبل أن تجتاز خط المرمى.
ثم سدد الكاميروني اندريه فرانك انغيسا كرة قوية أبعدها حارس ميلان الفرنسي الدولي مايك مانيان بأطراف أصابعه (3).
وبقي نابولي الفريق الأفضل في الدقائق العشرين الأولى قبل أن يقوم ميلان بأول محاولة جدية عبر جناحه البرتغالي رافايل لياو الذي قام بمجهود فردي رائع قبل أن يسدد خارج الخشبات الثلاث (25).
ومن هجمة مرتدة سريعة قادها الجناح الإسباني براهيم دياس وصلت الكرة إلى الجزائري الدولي إسماعيل بن ناصر داخل المنطقة فاطلقها قوية بيسراه داخل الشباك (40).
وكاد ميلان يعزز تقدمه عندما ارتقى المدافع الدنماركي سايمون كاير لكرة برأسه وسددها في العارضة (45+3).
وفي مطلع الشوط الثاني كاد نابولي يدرك التعادل عندما سدد المهاجم المقدوني الشمالي أليف الماس كرة تصدى لها مانيان ثم العارضة (53).
وزاد الأمر صعوبة بالنسبة إلى نابولي عندما أكمل ربع الساعة الأخير بعشرة لاعبين إثر طرد انغيسا لحصوله على البطاقة الصفراء الثانية (74).