وصل وزير الخارجية والمغتربين السوري إلى مدينة جدة السعودية الأربعاء، قبل يومين من اجتماع يعقده مجلس التعاون الخليجي، لتبادل وجهات النظر بشأن إمكانية عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
ووفق وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، فإن المقداد يصل إلى مدينة جدة “في زيارة عمل بناء على دعوة من وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان لإجراء مباحثات بشأن العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك”.
واستقبل نائب وزير الخارجية السعودي وليد بن عبدالكريم الخريجي، المقداد، لدى وصوله إلى مطار الملك عبدالعزيز في جدة، بحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”، التي قالت إن زيارة جاءت بدعوة من وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان.
ووفق “واس” فإن الوزيرين سيعقدان “جلسة مباحثات تتناول الجهود المبذولة للوصول إلى حلٍ سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها، وتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة في سوريا”.
والثلاثاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري خلال إيجاز صحفي في مقرّ الوزارة بالدوحة، إن بلاده تلقت دعوة لحضور “الاجتماع التشاوري” الذي تشارك فيه دول الخليج، إضافة إلى الأردن ومصر والعراق، بهدف “التباحث بشأن الوضع في سوريا”.
وأشار إلى أن “هناك تطورات كثيرة فيما يتعلق بالوضع في سوريا وفي وجهات النظر العربية تجاه عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية”.
في الشهرين الماضيين، زار الرئيس السوري بشار الأسد، سلطنة عُمان والإمارات، في أول زيارة لبلدين عربيين منذ اندلاع النزاع السوري عام 2011، في ظلّ مساعٍ إقليمية لعودة سوريا إلى الحاضنة العربية.
وتجري السعودية وسوريا مباحثات تتعلّق باستئناف الخدمات القنصلية بعد قطيعة مستمرة منذ سنوات نتيجة إغلاق الرياض سفارتها في دمشق، على خلفية موقفها المناهض لحكومة دمشق، حسبما أفاد مسؤول في وزارة الخارجية السعودية مؤخرا.
إثر اندلاع النزاع، قطعت دول عربية عدة خصوصا الخليجية منها علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا، وأغلقت سفاراتها في دمشق، كما علقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا.
وأفاد دبلوماسي عربي في الخليج لوكالة فرانس برس، أن الاجتماع سيتناول “القضايا الإقليمية الرئيسة، وسيكون التركيز على الشأن السوري”، مشيرا إلى أن “القمة العربية ومشاركة سوريا فيها ستكون مطروحة بالتأكيد”.
ولفت إلى أنّ الاجتماع بشأن سوريا كان مقررا عقده أساسا خلال الأسابيع القليلة الماضية في الأردن، لكن تم تأجيله.
وأكد الأنصاري مشاركة رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الاجتماع.
ولم تؤكد الأمانة العامة لمجلس التعاون بعد تنظيمها الاجتماع.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية لوكالة فرانس برس، إن مسألة مشاركة بغداد في الاجتماع قيد الدرس حاليا.
وأوضح الأنصاري أنه وُجّهت دعوة إلى العراق والأردن ومصر لأنها “دول معنية في هذا الشأن”.
ولفت إلى أن الموقف القطري لم يتغيّر، موضحا أن أي تغيير في الموقف من سوريا “مرتبط أساسا بالإجماع العربي وبتغير ميداني يحقق تطلعات الشعب السوري”.