يمكن للإنسان أن يعيش من دون طعام حوالي الشهر. ولكن من دون ماء لا يعيش أكثر من أسبوع
والجفاف يعني نقصا كبيرا في الماء اللازم للجسم، ما يؤدي في أحسن الأحوال إلى الشعور بالضيق وسوء المزاج وفي أسوأ الحالات إلى الموت.
وأسباب جفاف الجسم عديدة ومتنوعة، ولكن أكثرها انتشارا الأمراض المنشطة لعملية التعرق والتقيؤ والإسهال، والتي تؤدي إلى فقدان الجسم للسوائل بسرعة وبكميات كبيرة. كما أن سوء التغذية والنشاط البدني والمناخ الحار والحميات الغذائية المقيدة هي أيضا من عوامل جفاف الجسم.
ويجب أن يدرك الشخص أنه إذا شعر بنسبة 1 بالمئة بالعطش الشديد والصداع والضعف العام فستظهر في 10 بالمئة من حالات جفاف الجسم تشنجات وسيبدأ موت الخلايا، وفي 20 بالمئة منها يموت الإنسان نفسه. وهذا أخطر بالنسبة للأطفال بسبب قلة وزنهم وتطور الأعراض لديهم أسرع.
ويمكن تقسيم الجفاف إلى عدة مراحل: جفاف خفيف – لا يؤدي إلى اختلال وظائف الجسم، جفاف معتدل – الإنسان يبدأ في فقدان الوزن ويشعر بالتعب والشرود الذهني. ويشعر الشخص بجفاف الأغشية المخاطية واضطراب ضربات القلب وتقلب مستوى ضغط الدم. جفاف شديد –
ويؤدي إلى الهلوسة وفقدان الوعي واضطراب عملية التبول وازرقاق الجلد وإنخفاض مستوى ضغط الدم. وهذه الحالة تشكل خطورة مباشرة على الصحة والحياة.
ومن أجل تجنب الجفاف يجب الحفاظ على توازن السوائل في الجسم، مثلا في حالات التسمم، وكذلك عند بذل مجهود بدني وفي الطقس الحار يجب الإكثار من شرب الماء. كما يجب تناول الخضار المحتوية على نسبة عالية من الماء- الخيار والطماطم والكرفس.
وعموما يجب عدم تحمل العطش، وعدم تجاهل الشعور بالعطش، حيث يجب على الأقل تناول 1.5 لتر من الماء في اليوم.
ولكن ما العمل عند حدوث الجفاف؟
إذا كان الجفاف خفيفا يعالج الأمر في البيت. وينصح المصاب في هذه الحالة بشرب السوائل المالحة والمستحضرات الصيدلانية، فيعود التوازن المائي إلى طبيعته خلال يوم أو يومين.
ولكن في جميع الحالات الأخرى ينقل الشخص إلى المستشفى لتلقي العلاج المناسب، حيث تحقن السوائل في الوريد مباشرة، وتعتمد كميتها على حالة المريض. فعندما تكون حالة المريض شديدة وحرجة يصف له الأطباء أدوية مختلفة وقد تتطلب حالته دعم وظائف الجسم المهمة اصطناعيا.