الاحد ٢٦ – ٢ -٢٠٢٣
هلا نيوز
أصبح الكثير من نساء إيران أكثر جرأة على كسر قيود النظام المتعلقة بالحجاب الإلزامي، لدرجة أنهن “يتباهين” بحقوقهن في دخول الأماكن العامة بشعر مكشوف، وفق تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز“.
وبحسب مقابلات مع نساء في إيران، وكذلك صور ومقاطع فيديو عبر الإنترنت، فإن كثير من الفتيات الإيرانيات، يظهرن بشعر مكشوف بشكل متزايد في مراكز التسوق ووسائل النقل العامة والجامعات.
وفي حين أن أعمال التحدي هذه نادرة في المناطق الأكثر تحفظا، إلا أنها تُشاهد بشكل متزايد في البلدات والمدن المختلفة، بحسب تقرير الصحيفة الأميركية.
ومنذ أبريل عام 1983، تفرض إيران تغطية الرأس على النساء من عمر 9 سنوات فأكبر، وذلك بعد 4 سنوات من وصول رجال الدين الشيعة إلى السلطة في الثورة الإسلامية التي أطاحت بنظاه الشاه بهلوي.
ولكن منذ وفاة الشابة المنحدرة من أصول كردية، مهسا أميني، 22 عاما، بعد 3 أيام من احتجازها لدى شرطة الأخلاق بسبب قواعد اللباس الإلزامي، كانت النساء والفتيات في قلب انتفاضة على مستوى البلاد طالبت بإسقاط النظام.
“لم أرتدي حجابا منذ شهور، حتى أنني لم أعد أحملها معي بعد الآن”، هكذا قالت الشابة كيميا، 23 عاما، وهي طالبة جامعية بمدينة سنندج الكردية غرب البلاد والتي طلبت مثل غيرها عدم الكشف عن اسمها الثاني خوفا من الانتقام.
وقالت كيميا إن العديد من الطالبات في كليتها لم يغطين الشعر حتى في الفصول الدراسية في حضور أساتذة من الذكور، مضيفة: “سواء أحببت الحكومة الاعتراف بذلك أم لا، فقد انتهى عصر الحجاب الإجباري”.
لا تزال العديد من النساء متمسكات باللوائح في كثير الأماكن العامة، لا سيما المدن المحافظة، إذ إن بعضهن يرتدين الحجاب باختيارهن والبعض الآخر بدافع الخوف.
وتظهر مقاطع فيديو من البازار القديم وسط مدينة طهران معظم النساء مغطيات الشعر.
لكن مقاطع الفيديو الخاصة بالحدائق والمقاهي والمطاعم ومراكز التسوق – الأماكن المشهورة بتردد الشابات عليها – تُظهر المزيد من النساء بشعر مكشوف.
وخلعت العديد من النساء البارزات، بما في ذلك المشاهير والرياضيات، الحجاب في إيران وأثناء تمثيلهن للبلاد في الخارج.
في ديسمبر، أعلن المدعي العام الإيراني، أن البرلمان والسلطة القضائية في البلاد يعملان على مراجعة قانون ارتداء الحجاب بعد استمرار الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة أميني في سبتمبر.
وتلاشت الاحتجاجات إلى حد كبير وسط حملة قمع عنيفة من قبل السلطات شملت اعتقالات جماعية وإعدام أربعة متظاهرين شباب.
في العاصمة طهران، ظهرت مهندسة على خشبة المسرح مرتدية بنطالا ضيقا وقميصا أنيقا وهي تمسك بميكروفون ويظهر شعرها البني الطويل المربوط على شكل ذيل الحصان يتأرجح خلفها بحرية.
وقالت في مؤتمر الجمعية المهنية الإيرانية للمهندسين: “أنا زينب كاظم بور”، حيث أدامت بدعم الجمعية لقواعد الحجاب في البلاد قبل أن ترمي الحجاب وهي تهم بالخروج من المسرح، وسط تصفيق وهتافات بالقاعة المكتظة
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي ومنافذ إخبارية محلية فيديو للمهندسة كاظم بور مما جعلها “بطلة” من الإيرانيات اللواتي يتحدين قوانين الحجاب، بحسب “نيويورك تايمز”.
ويقول نشطاء حقوق المرأة إن هذا التحدي لا يزال واسع النطاق بحيث لا يمكن للسلطات احتواؤه.
This is what bravery look like.
Iran I woman removed from the #IRI National Council For Engineering for not wearing hijab properly just removed her headscarf on stage.
She got applause for her act of civil disobedience. #IranRevoIution#MahsaAmini
pic.twitter.com/dWMlIszStd— Masih Alinejad 🏳️ (@AlinejadMasih) February 17, 2023
وقالت الأستاذة المساعدة في الأدب الفارسي بجامعة بنسلفانيا والناشطة بحقوق المرأة، فاطمة شمس، إن “جوهر هذه الحركة وقلبها هو العمل الثوري لهؤلاء النساء اللواتي يحولن حجابهن إلى أقوى سلاح ضد الدكتاتورية الدينية”.
وتقول النساء اللواتي توقفن عن لبس الحجاب إنهن مصممات على فعل ما يحلو لهن، لكنهن يفضلن “الحجاب الطوعي”. كما يقلن إنهن يحترمن حقوق المرأة التي تختار ارتداء الحجاب.
Tehran, #Iran: An Iranian woman celebrates her birthday (without her hijab)next to the Burj Azadi ("Freedom Tower").
Written on her cake is the slogan: "woman, life, freedom."#IranRevolution pic.twitter.com/eJWpf2HUmI
— Zina Rakhamilova (@itsmezina__) February 16, 2023
قالت ليلى، 51 عاما، التي تعيش في طهران، إنها وابنتها المراهقة كانتا ترتديان الملابس في الأماكن العامة كما فعلتا في الأماكن الخاصة وعندما كانتا تسافران للخارج – بالفساتين والتنانير والجينز والسترات.
وقالت ليلى في مقابلة عبر الهاتف: “اضطررت مؤخرا للسفر وفكرت في ما إذا كان علي ارتداء الحجاب في المطار لأن هناك الكثير من عناصر الأمن، لكنني قررت عدم القيام بذلك”.
وتابعت: “لقد صُدمت لرؤية غالبية النساء في المطار ذلك اليوم قد تخلين عن حجابهن أيضا. مررنا جميعا بمراقبة الأمن والجوازات وشعرنا مكشوف، ولم يقولوا شيئا. قوتنا في عددنا”.