هلا نيوز – الاربعاء ٨-٢-٢٠٢٣
تحمل الشاحنات بالعشرات العلم الأردني و”منتجات إغاثة” وتعبر حدود نصيب الأردنية السورية بكثافة الآن بتوجيه ملكي مباشر من العاهل الملك عبد الله الثاني وتحت يافطة “هيئة الإغاثة الهاشمية” وبهدف المساعدة في التفاعل مع تداعيات “الزلزال” في الداخل السوري.
بعد الاتصال الهاتفي النادر بين ملك الأردن والرئيس بشار الأسد تواصل مسؤول كبير في القوات المسلحة الأردنية وآخر في الديوان الملكي مع الجانب السوري وكان الاستفسار: “حسنا… ما الذي ينقصكم ونستطيع تمريره لكم برا أو جوا وبسرعة؟”.
الجواب السوري الرسمي كان على شكل تذكير بالحاجة لـ”كل ما يمكن أو يلزم” خصوصا في مجال “المستلزمات الطبية” حصريا والبطانيات ووسائل التدفئة والأدوية واللقاحات وحصرا “احتياجات غرف العمليات الجراحية الصغرى والكبرى”.
احتياجات إغاثية سريعة وفعالة من هذا النوع لا يمكن توفيرها أردنيا إلا عبر القوات المسلحة الأردنية والخدمات الطبية الملكية.
حصل ذلك بسرعة وبالتنسيق ما بين القوات المسلحة والهيئة الهاشمية للإغاثة التي تعهدت بالإدارة واللوجستيات فيما شهدت الحدود “حالة نادرة غير مسبوقة” بين البلدين فكرتها أن الجيش الأردني ونظيره السوري يتعاونان وفورا على تأمين عبور وطريق شاحنات الإغاثة الأردنية.
والمعنى أن المستوى السيادي الأردني هنا يتحرك وبسرعة بعدما تقرر سياسيا في المسار الإنساني ترك أولا تطبيقات قانون قيصر الأمريكي، وثانيا نقاشات المجتمع الدولي المعنية بالمعابر وكيفية وصول المساعدات للشمال السوري.
ويمكن ببساطة تتبع بوصلة الإغاثة الأردنية فقد تكون الوحيدة عربيا التي أرسلت طائرات عسكرية محملة بالإغاثات.
وقد تكون الوحيدة عربيا ودوليا التي وجهت المساعدات حصرا إلى المدن المتضررة المحسوبة تماما على سيطرة النظام السوري وقررت في اللوجستيات والتوجيه والتوزيع وتأمين المواصلات التعامل حصرا مع “الجيش والأمن السوري”.
تلك بحد ذاتها قد تكون “رسالة سياسية”.
ويدلل على ذلك ما أعلنه الجنرال حسين الشبلي قائد هيئة الإغاثة الهاشمية عن “تسيير رحلات قوافل” لأيام الخميس والأربعاء والثلاثاء تعبر الحدود برقابة ثنائية فقط وبدون “أذونات دولية” مما يكسر النمط السياسي والقانوني الذي تم تسويقه منذ سنوات طويلة بسبب حصار الدولة السورية.
والشبلي استجاب لكسر النمط بإعلان أن الهيئة مستمرة بإرسال مساعدات للمناطق السورية والتركية المتضررة بسلسلة الزلازل التي ضربت البلدين، مبينا أن الهيئة مستمرة في استقبال التبرعات النقدية والعينية من خلال إنشاء غرفة طوارئ لاستقبال التبرعات.
والتبرعات تعلن لأول مرة أردنيا عبر هيئة ملكية رسمية تستقبلها وتعيد توجيهها إلى القطر الشقيق.