كان الموت سيداً في قريتنا ، إذا حضر تؤجل الأفراح ، يخجل الجار أن يدهن جدار بيته ولو بعد شهور ، لم نكن متشائمين أو صنّاع حزن لكن “كان لدينا أخلاق”..
**
تقصف غزّة ، يرتقى شهداء وأطفال ،تهدم بيوت على بعد بعض عشرات الكيلو مترات منا و”نحن نرقص” ، المنطقة كلها على حافة حرب ،تقف الدول فوق خرزة بئر السقوط و”نحن نرقص”، مديونية تصل الى أكثر من 50مليار ، وشتاء قادم لا نعرف كيف سنواجهه و”نحن نرقص”، أكثر من ثلث الشعب مرهون للبنوك و”نحن نرقص” ولكو هاتوا انجازاً وطنياً واحداً يدعوكم إلى “محنة الرقص”هذه .. بالمناسبة أنا لا اسأل عن أخلاق المسؤولين هنا، فهذا سؤال عبثي عدمي وجوابه معروف..أنا سؤالي لكم أنتم أيها الراقصون المتزاحمون على حفلة تامر حسني وعاصي حلاني وأسماء لم أسمع بها طيلة حياتي والتبرّك برؤيتهم والسلام عليهم… أيها الزاحفون الى جرش يا من قطعتهم سياراتهم من البنزين في طريق العودة ، أيها العاتبون على المنظّمين ، أيها العطشون إلى الطرب في ديرة صار طبعها “نوَِرِيّ بكل شي فهي لا تجيد الا الطرب”…الم يؤلمكم مثلنا صورة الطفلة الشهيدة ألاء قدوم..في غزة؟..الا توقظ ضمائركم مشاهد الموت لأشقاء في الانسانية والدين والعروبة والتصدّي هناك ..
لقد كان لدينا أخلاق…
غطيني يا كرمة العلي
أحمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com