هلا نيوز
أقر الجيش الأوكراني بالانسحاب من سوليدار في شرق البلاد، بعد إعلان موسكو قبل أسبوعين الاستيلاء عليها.
وأعلن المتحدث العسكري في شرق أوكرانيا، سيرغي تشيريفاتي، لفرانس برس “بعد معارك صعبة لأشهر (…) انسحبت القوات الأوكرانية من المدينة إلى مواقع مجهزة”، رافضا تحديد تاريخ الانسحاب.
وعاشت البلدة الشرقية على وقع معارك عنيفة بين القوات الروسية ونظيرتها الأوكرانية، خلال الأسابيع الأخيرة، في قتال يعد “الأكثر دموية” بين موسكو وكييف منذ بداية الغزو الروسي في فبراير من العام الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في 13 يناير الجاري، إن قواتها سيطرت على بلدية سوليدار الأوكرانية، الأمر الذي نفته أوكرانيا آنذاك، مؤكدة استمرار “المعارك الشرسة”.
وحسب وزارة الدفاع الروسية فإن استيلاء روسيا على المدينة سيسمح لقواتها بقطع القوات الأوكرانية عن بلدة باخموت القريبة والأكبر بكثير، حسبما نقلت “رويترز” عن وسائل إعلام رسمية.
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وعد بعد حديث المسؤولين الروس عن سيطرتهم على المدينة بتقديم “كل ما هو ضروري” لجيشه الذي يقاوم الهجمات الروسية.
وتقع سوليدار المعروفة سابقا بمناجم الملح في وسط منطقة دونباس، وعلى بعد حوالي عشرة كلم شمال شرق باخموت التي يدافع الأوكرانيون عنها بضراوة منذ عدة أشهر، في مواجهة سلسلة هجمات تشنها القوات الروسية.
وكان عدد سكان البلدة الواقعة شرق أوكرانيا يبلغ قبل الحرب أكثر من 10 آلاف نسمة، وأصبحت هدفا للقوات الروسية منذ مايو الماضي.
وتبقى أهمية سوليدار من الناحية العسكرية “ضئيلة”، لكن الاستيلاء عليها سيمنح الأفضلية للقوات الروسية في ظل قتالها للسيطرة على مدينة باخموت، على بعد عدة كيلومترات إلى الجنوب الغربي.
ومن شأن سوليدار أن تصبح أيضا نقطة انطلاق في توجه موسكو، للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية الشرقية بأكملها، وفقا لـ”رويترز”.
وقال دينيس بوشيلين، زعيم الجزء الذي تسيطر عليه روسيا من دونيتسك في تصريحات سابقة، إن السيطرة على سوليدار ستتيح الاستيلاء على بلدات أكثر أهمية باتجاه الغرب.
وتضم المنطقة المحيطة بسوليدار مناجم ملح كبيرة تابعة لشركة أرتيمسيل الحكومية، أكبر منتج للملح في أوروبا، والتي أوقفت الإنتاج بعد فترة وجيزة من الغزو الروسي، في فبراير الماضي.
وسبق أن أكد محللون لصحيفة “الغارديان” البريطانية، أن لسيطرة موسكو على سوليدار ومناجم المدينة الملحية “قيمة رمزية” وعسكرية وتجارية للروس.
ومن المحتمل أن تقدم السيطرة على المدينة بعض “الأخبار السارة” لبوتين بها بعد سلسلة من الهزائم في ساحة المعركة منذ الصيف الماضي.