مع بقاء أقل من 8 أشهر على الانتخابات الرئاسية الحاسمة في تركيا، تتصاعد في الأجواء مساع غربية للإطاحة بالمستقبل السياسي لزعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان.
ودفع موقف تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، الرافض لمسايرة سياسة العقوبات ضد روسيا في حربها مع أوكرانيا، لبرود العلاقة أكثر بين أنقرة والدول الغربية في جارتها أوروبا، والولايات المتحدة، ما عزز الضغوطات على تركيا أردوغان
فمنذ اندلاع الحرب، رفع الغرب من وتيرة انتقاد النهج التركي، وتبنى وجهة نظر أحادية حول شروط الحفاظ على شكل تحالف الدول ومن بينها تركيا مع الناتو.
ويستغل الغرب موعد الانتخابات الرئاسية في تركيا صيف العام المقبل، لدعم معارضي أردوغان، للإطاحة بزعيم الحزب القابض على السلطة طوال 20 عاما.
وتدرك تركيا أن الدعم الغربي لحركة غولن، المتهمة بتدبير انقلاب 2016، ورقة من الأوراق الضاغطة عليها، بدءا من فرارهم إلى اليونان، ومن ثم إلى أوروبا، ليعيشوا في ألمانيا وفرنسا وهولندا وإنجلترا والولايات المتحدة الأميركية.
وعلاوة على ذلك، لا تتردد تركيا في اتهام الولايات المتحدة باحتضان غولن، ومنحه قصرا كبيرا في بنسلفانيا.
ورغم المطالبات التركية بتسليم شخصيات قالت إنها تثير القلاقل في البلاد عن بعد، ضمت القائمة الخاصة بهم أكثر من 70 شخصا، إلا أن الرفض الغربي لتسليم هؤلاء الأشخاص يكشف الدعم والحضانة الغربية لهم.
في الانتخابات التركية المقبلة، تحالفت ستة أحزاب معارضة للمرة الأولى ضد حزب العدالة والتنمية، إلى جانب تحالف يضم الأكراد والاشتراكيين، ما يهدد الحزب الأقوى في البلاد بفقدان سلطته في البرلمان ومقعد الرئاسة.
ليست الانتخابات وحدها ما يقلق أنقرة، فالعديد من الملفات وفي مقدمتها السلم والأمن المحليين، تؤرق الحزب الحاكم هناك، لذا يتعين على تركيا وفق مراقبين، العمل والضغط على تطويق المعارضة الخارجية، القادرة على فعل أي شيء يمكن من خلاله إزالة التنمية والعدالة عن زعامة تركيا.
فهل ينتصر أردوغان وحزبه على المعارضة وداعميها؟..لننتظر ونرى !