في الأساطير السلافية، عُرِفت العجوز المشعوذة بابا ياغا، بالعيش في بيت مبني فوق قوائم دجاجة، وبالتهام الأطفال الصغار. يفكّك كتابٌ صدر حديثاً، تلك الشخصية المركبة، ويحلّل الجانب الذي يمكن وصفه بأنه نسوي فيها.
في القصص الخيالية، عادةً ما تلعب النساء في سنّ معينة دورين لا ثالث لهما: الساحرة المشعوذة أو زوجة الأب الشريرة، وفي بعض الأحيان، كلاهما.
وبوصفها شخصية رئيسية في الفلكلور السلافي، تستوفي بابا ياغا من دون شكّ كل مقوّمات الساحرة المشعوذة، إذ أنها تعيش في كوخ في الغابة، يتحرّك على أرجل تشبه قوائم الدجاج، ويرتفع قليلاً فوق مستوى الأرض، في بعض الأحيان، ليطير. وغالباً، تظهر على شكل عفريتة أو حيزبون، تتغذّى على الأطفال.
بالرغم من ذلك، فإنها شخصية أعقد بكثير من هذا الملخّص. فهي ماكرة وذكية، فاعلة خير بقدر ما هي عائق، ويمكنها بالفعل أن تكون أكثر شخصية نسوية في الفلكلور.
تبقى قيمة أسطورة بابا ياغا ثابتة بمرور الزمن، وقد صدرت حديثاً مجموعة قصصية باللغة الإنجليزية بعنوان “في الغابة” (دار “بلاك سبوت بوكس” للنشر)، وتضمّ 23 قصة تعيد تأويل الشخصية، بقلم كاتبات رائدات في مجال الرعب. يمتدّ زمان القصص على مدى قرون، بدءاً من الأقاصيص الكلاسيكية مثل “فاسيليا الجميلة” وصولاً إلى حكاية تدور خلال الحرب العالمية الثانية.