أصدرت عشيرة الطلافحة بيانا انتقدت فيه ترويج بعض الجهات مغالطات وإشاعات حول وفاة ابنها الفنان أشرف طلفاح.
وتاليا نص بيان عشير الطلافحة:
“تابعنا طيلة الأيام العشرة الماضية بمزيد من القلق والحزن والصدمة توارد الأنباء حول الاعتداء الآثم الذي أودى بحياة ابننا المرحوم أشرف سليمان سالم (طلفاح في مصر. ونتيجة لتضارب الأخبار والتقارير المتعلقة بالجريمة وعدم حصولنا على المعلومات الكاملة والدقيقة التي نستطيع من خلالها مخاطبة الرأي العام، آثرنا بادئ الأمر تأجيل إصدار البيان لحين انجلاء ضبابية المشهد ووضوح الصورة. وأصبح لزاماً علينا بعد كل هذه المدة أن نبين موقفنا الواضح والصريح بعيداً عن أي عصبية قبلية أو انفعال أو ارتجالية، انطلاقاً من رؤية واضحة وإدراك عميق لدقة وتفاصيل هذا الحدث الأليم الذي وقعت فصول مأساته على أرض الكنانة.
وإذ تنعى عشائر الطلافحة بمزيد من الحزن والأسى ابنها البار، الذي تعرض لاعتداء غاشم ترافق مع موجة من التقارير الإعلامية المتضاربة وسيل من الروايات الزائفة ومحاولة من بعض الجهات الإعلامية هناك لتزييف الوقائع ونشر معلومات وأكاذيب تناقض الحقيقة وتهدف إلى حرف بوصلة التفكير الجمعي للناس حول الحادثة، فإنها تؤكد على ما يلي:
أولاً: أنّ ابنها الشهيد بإذن الله تعالى أشرف سليمان سالم طلفاح كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة إثر اعتداء عليه وتعذيب وحشي كان قد تعرض له، وأنّ الكدمات والجروح وآثار التعذيب طال مختلف أنحاء جسده من رأسه حتى أخمص قدميه. حيث أشار تقرير الطوارئ في مستشفى Dream Hospital) في القاهرة بصراحة بتاريخ 2022/11/12 إلى وجود علامات اعتداء طالت الوجه والبطن والقدم اليسرى، وتورم باليد اليسرى، وكدمات متفرقة بالجسم، وجحوظ بالعينين، ونزيف في البطن والمخ والصدر. كما أن علامات التعذيب على جسد ابننا أشرف واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار ولا تحتاج إلى دليل أو تقرير لإثباتها.
ثانياً: ترويج بعض الجهات وقنوات الإعلام المأجورة والذباب الإلكتروني المنظم على منصات ووسائل التواصل الاجتماعي لمسألة وجود عقار مخدر يسمى (الفيل الأزرق) بيد الضحية، أمر لا نستغربه من تلك الجهات وهو محاولة يائسة وبائسة تنم عن غباء مستفحل يُقصد به تضليل الرأي العام المحلي والعربي والدولي، وإشغال الناس عن السبب الحقيقي للوفاة، وحرفٍ لبوصلة تفكيرهم نحو أسباب أخرى لا تمت للجريمة بصلة. والجميع يعلم أن مسألة وضع السم أو العقار أو السلاح الأبيض أو السلاح الناري بيد الضحية لإيهام الناس أنّ الضحية كان السبب في إيذاء نفسه أمر بات مكشوفاً للجميع، وأسلوب رخيص ومفضوح ومتكرر ومستهلك في عالم الجريمة والمجرمين قديماً وحديثاً وإننا إذ نشير من باب وصف الحال لا من باب الدفاع أو التزكية إلى حسن نشأة وخُلق وسلوك وتربية الشهيد في بيئة دينية قويمة وعشائرية أصيلة، لنؤكد للجميع أن كل المعلومات
التي يتم ضخها في هذا الاتجاه معلومات زائفة وعارية عن الصحة كعري أصحابها من المثل والأخلاق وقيم ومبادئ الدين والعروبة والإنسانية.
ثالثاً: الرواية التي تقول إن صاحب الوحدة السكنية كان قد اكتشف بالصدفة ما جرى للشهيد عندما ذهب لاستلام إيجار الشقة من الضحية يكذبها عقد الإيجار الذي نحتفظ بنسخة منه والذي يثبت بدوره أن الإيجار مدفوع لمدة شهر كامل مسبقاً بتاريخ 2022/10/31 أي قبل الحادثة بأحد عشر يوماً. رابعاً: أن العلاقة بين الشعبين الشقيقين الأردني والمصري علاقة راسخة وصلبة ومتجذرة وضاربة في التاريخ تقوم في أساسها على مبادئ الأخوة في الدين الحنيف والمذهب القويم، وتؤطرها قيم ومبادئ العروبة والإسلام وتعززها القيم والعادات والأعراف والتقاليد العربية الأصيلة والهدف والمصير المشترك. ومن هذا المنطلق، فإنّ ارتكاب الجريمة من قبل فرد أو فئة باغية بحق ابننا الشهيد لا يمثل شعباً كبيراً أصيلاً، ولا يجوز أن يؤخذ الكل بجريرة البعض. فقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: (ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى).
خامساً: الدولة الأردنية مسؤولة وفق الدستور عن رعاياها ومصالحهم داخل البلاد وخارجها. وعليه فإننا نهيب بالحكومة متابعة ملف قضية ابننا الشهيد أشرف طلفاح على كافة الصعد القضائية والدبلوماسية لمعرفة المجرمين الحقيقيين ودوافع جريمتهم النكراء وتقديمهم للعدالة.
سادساً: عشائر الطلافحة في محافظة إربد وسائر الديار الأردنية على قلب رجل واحد متكافلين متضامنين لإظهار الحق والحقيقة وكشف تفاصيل الجريمة والوصول إلى الجناة الحقيقيين ومن يقف وراءهم وتقديمهم للعدالة بشتى الطرق والوسائل حتى لا يذهب دم ابننا أشرف هدراً ، وحتى لا يُغمط حقه بعد موته وحق أطفاله من بعده.
سابعاً: الشكر والثناء لأصحاب الفضل والمعروف واجب من واجبات الدين وأصل من أصول العادات والتقاليد العربية الأصيلة. ومن هذا المنطلق، فإننا نسجل شكرنا الجزيل وامتناننا العظيم وتقديرنا الخالص واحترامنا البالغ لكافة أبناء شعبنا الأردني الأصيل والشعوب العربية لما لمسناه منهم من مشاعر صادقة وحزن وأسف بالغين وتضامن كامل مع قضية ابننا الشهيد أشرف طلفاح شاكرين لكل فرد منهم ما جاشت به عواطفهم عبر منصات التواصل الاجتماعي من تعليقات ومنشورات وبطاقات رثاء وتعزية. كما لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نسدي جزيل الشكر والعرفان للجهود الحثيثة التي بذلتها سفارتنا في جمهورية مصر العربية ممثلة بمعالي السفير أمجد العضايلة وطاقم السفارة لمتابعة قضية ابننا الشهيد والشكر موصول لنقابة الفنانين الأردنيين ممثلة بنقيبها المخرج محمد يوسف العبادي وجميع أسرة النقابة الكرام على ما أبدوه من تضامن وما بذلوه من جهود في سبيل إظهار الحق والحقيقة للناس. كما لا يفوتنا شكر جميع القنوات الفضائية ووسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي المحلية والعربية والعالمية التي سلطت الضوء على الجريمة النكراء وتناولت موضوعها باستفاضة ومهنية واحترافية وتوازن وعدالة”.