تعقد اللجنة الاستشارية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (أونروا)، اجتماعها الثاني في عمّان للعام الحالي، الاثنين والثلاثاء، عشية استحقاق تجديد ولاية الوكالة من قبل الجمعية العامة.
وتجتمع اللجنة الاستشارية مرتين سنويا لمناقشة القضايا التي تهم الوكالة الأممية، وهي تسعى للوصول إلى توافق في الآراء وتقديم النصح والمساعدة للمفوض العام للوكالة.
ويكون الاجتماع المقبل برئاسة لبنان، فيما عُقد الاجتماع الأول في 2022 في بيروت في 14 و15 حزيران/ يونيو.
وتترأس مساعدة وزير الخارجية الأميركية للسكان واللاجئين والهجرة جوليتا فالس نويز الوفد الأميركي في اجتماع اللجنة الاستشارية.
ويعقد المفوض العام لأونروا فيليب لازاريني مؤتمرا صحفيا الاثنين، في عمّان لإعطاء تحديث عن آخر مستجدات الوضع المالي للوكالة واحتياجات نهاية العام.
“تؤدي دورا حيويا”
واعتمدت اللجنة الرابعة في الأمم المتحدة، الجمعة، قرارا بتمديد ولاية الوكالة حتى عام 2026، تمهيدا لإحالة القرار للجمعية العامة للتصويت عليه الشهر المقبل.
وتضمن قرار اللجنة أن تنظر الجمعية العامة في زيادة مخصصات أونروا في الميزانية العادية للأمم المتحدة تدريجيا، ويشدد القرار على أن الوكالة لا تزال تؤدي، في وقت يشتد فيه النزاع وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، دورا حيويا في تخفيف محنة اللاجئين الفلسطينيين.
ويناشد القرار بـ”قوة” جميع الحكومات والمنظمات والأفراد للتبرع بسخاء للوكالة وللمنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية المعنية الأخرى.
فقدان القدرة على الوفاء بالولاية؟
ولم يكف لازاريني عن التعبير عن قلقه مؤخرا بشأن أوضاع الوكالة، فوجه في 16 آب/ أغسطس 2022 رسالة إلى رئيس الجمعية العامة، تحدث فيها عن مواصلة الوكالة العمل في “بيئة تفتقر بشدة إلى الاستقرار”.
وقال في الرسالة إن وكالة الغوث “تقدم خدمات عالية الجودة بأقل تكلفة في بيئة سياسية غالبا ما تكون شديدة التقلب والتعقيد”.
وعبر المفوض العام عن شعوره بـ”قلق بالغ”، وقال إن الوكالة “ستفقد بشكل متزايد قدرتها على الوفاء بالولاية الموكلة إليها من الجمعية العامة”.
“استنفدت الوكالة قدرتها الداخلية على الاستجابة وحدها للنقص المزمن في التمويل”، بحسب لازاريني الذي اشتكى من “حالة عدم يقين عميق بشأن كيفية تقديم الخدمات ودفع مرتبات الموظفين خلال الربع الأخير من العام”.
وعبر لازاريني الأسبوع الماضي، عن أمله في ألا يكون تجديد الولاية إجرائيا وروتينيا، وأن يقترن بإرادة حقيقية في توفير الموارد الضرورية التي يمكن التنبؤ بها والتي ستسمح للاجئي فلسطين بالوصول إلى حياة كريمة.
تراجع العجز المالي
وأضح المستشار الإعلامي للوكالة عدنان أبو حسنة الأسبوع الماضي أن الوكالة تواجه بالفعل “عجزا ماليا كان قرابة 100 مليون دولار، ولكن هذا العجز تراجع بعد التبرعات من بعض الدول المانحة “وأصبح “العجز الحالي 50-80 مليون دولار”، وذلك في تصريح للمملكة.
وتحدث أبو حسنة عن “عمل بصورة مكثفة من أجل ضمان رواتب شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، وكانون الأول/ ديسمبر لقرابة 30 ألف موظف في مناطق العمليات الخمسة”.
أُنشئت وكالة “أونروا” بقرار من الجمعية العامة في كانون الأول/ ديسمبر 1949، والوكالة هيئة فرعية تابعة للجمعية العامة بدأت عملها في 1 أيار/ مايو 1950، كي تستجيب لاحتياجات قرابة 750 ألف لاجئ فلسطيني، وهي من أكبر برامج الأمم المتحدة.
وفي نهاية عام 2021، بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين المشمولين بولايتها قرابة 5.8 ملايين لاجئ، وبلغ عدد موظفيها 28 ألف موظف تقريبا.
ويعرف اللاجئون الفلسطينيون بأنهم “الأشخاص الذين كان مكان إقامتهم المعتاد فلسطين خلال الفترة من 1 حزيران/يونيو 1946 إلى 15 أيار/ مايو 1948، والذين فقدوا منازلهم وسبل عيشهم على السواء نتيجة لنزاع عام 1948، وهم يشملون المنحدرين من نسل هؤلاء من جهة الذكور”.
وتتمثل مهمة الوكالة في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين على تحقيق كامل إمكاناتهم في التنمية البشرية إلى أن يتم التوصل إلى حل دائم وعادل لقضية اللاجئين.
وتشمل خدمات “أونروا” التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.