يجسد موسم قطاف الزيتون الذي تنتظره العديد من الأسر والمزارعين في محافظة عجلون؛ صورة جميلة للتعاون والتكاتف وتعزيز الأواصر الاجتماعية، بالإضافة إلى كونه يشكل مصدر رزق لتلك الأسر لتوفير سبل العيش الكريم لأفرادها.
وقال مدير زراعة عجلون المهندس حسين الخالدي، إن محافظة عجلون تتمتع بميزات طبيعية وزراعية، حيث تكثر فيها زراعة أشجار الزيتون وتقدر مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون في المحافظة بنحو 86 ألف دونم، مشيرا إلى أنه يتوقع إنتاج 40 ألف طن زيتون في المحافظة خلال الموسم الحالي وأن يتم عصر 39 ألف طن منها للزيت واستغلال ألف طن منها للكبيس.
وأكد مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية الدكتور نزار حداد، أهمية الميزات التي يتمتع بها الزيتون العجلوني وتعدد أنواعه ومنها المهراس الذي يعتبر أصلا عريقا وحافظ على كيانه عبر العصور، حيث أثبتت البصمة الوراثية له التنوع الوراثي الغني والفريد بين الطرز الوراثية للزيتون في حوض المتوسط مع ميّزات جينية ذات دلالات هامة لقدراته على التكيف مع التغيرات المناخية والبيئات القاسية والحفاظ على نوعية زيت مميزة.
وبين، أن المركز يسعى إلى تعزيز الميزة النسبية في سلسلة القيمة الاقتصادية لأشجار الزيتون وزيتها ومنتجاتها وتوظيفها في السياحة البيئية الزراعية، لافتا إلى أنه يجري التحضير لإقامة المهرجان الوطني الثاني والعشرين ومعرض المنتوجات الريفية الذي ينطلق في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، حيث أنه يشكل التظاهرة الزراعية الأكبر في الأردن بمشاركة أكثر من 500 مشاركة، من معاصر ومزارعين وصناعيين ومنتجين.
وأشار المزارع محمد فريحات إلى أن أبرز ما يميز موسم قطف الزيتون التواصل مع الأرض ومع هذه الشجرة المباركة والحفاظ على العلاقة مع الأرض، مبينا أن الموسم شهد تحسنا خاصة بعد الأمطار الأخيرة التي أنعشت ألآمال بإنتاج جيد من الزيت .
وقالت نائب رئيس جمعية نسمة شوق السياحية المهندسة ابتهال الصمادي، إن هذا الموسم يشكل فرصة مناسبة لاستعادة الأجواء الأسرية والاجتماعية الإيجابية، حيث يجتمع الجميع وتسود الألفة والسعادة بينهم خلال قطف ثمار الزيتون.
بدوره، دعا عضو مبادرة “البيئة تجمعنا”، حسين المومني إلى دعم المزارعين، وتكثيف اللقاءات التوعوية والإرشادية بكيفية الاعتناء بشجرة الزيتون وتوفير المستلزمات التي يحتاجها المزارع لزيادة كميات الإنتاج لتعود بالنفع والفائدة على أصحاب الأراضي والمزارعين وأسرهم .