الدكتور احمد الهباهبه – هلا نيوز
تتناول هذه الصورة أربع حالات من الابتلاءات والمواقف الصعبة التي قد يمر بها الإنسان في حياته، وتعبر عن غفلة كثير من الناس عن الحلول التي وردت في القرآن الكريم، والتي جاءت على ألسنة أنبياء الله عندما مروا بمثل هذه الشدائد. هذه الأدعية ليست مجرد كلمات، بل هي مفاتيح للفرج، استخدمها الأنبياء ونالوا بها استجابة الله وتدخله المباشر في حياتهم، فكانت سببًا في نجاتهم وتخفيف معاناتهم.
1. الغفلة عن الدعاء عند الهمّ والضيق
- أحيانًا يمر الإنسان بمواقف صعبة يشعر فيها بالضيق الشديد، وكأنه محاصر بلا مخرج، فيعيش في دائرة من الحزن والقلق
- لكن الغريب أن كثيرًا من الناس يغفلون عن الدعاء الذي أنقذ نبي الله يونس عليه السلام عندما ابتلعه الحوت، وهو قوله:
“لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”. - عندما دعا بهذا الدعاء، أنجاه الله من محنته ورده إلى الحياة من جديد.
- هذا الدعاء يعترف فيه الإنسان بتقصيره وبأن الله هو القادر الوحيد على كشف الضر، فيأتي الفرج.
2. الغفلة عن الدعاء عند المرض والابتلاء البدني
- عندما يمرض الإنسان أو يصاب بأي أذى جسدي، قد يذهب إلى الأطباء، ويتناول الأدوية، لكنه ربما ينسى الدعاء الذي قاله أيوب عليه السلام عندما ابتلي بمرض شديد طال سنوات، وهو:
“ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”. - لم يحدد أيوب عليه السلام نوع الضر الذي أصابه، بل اكتفى بعرض حالته على الله واللجوء إلى رحمته، فجاء الفرج فورًا، وقال الله في القرآن:
“فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر”. - هذا يوضح أن الحل الروحي واليقين بالله، إلى جانب العلاج، هما طريق الشفاء الحقيقي.
3. الغفلة عن الدعاء عند الشعور بالخوف
- في كثير من المواقف، نشعر بالخوف والقلق من المستقبل، من الأعداء، أو من المواقف الصعبة، ونبحث عن حلول مادية لحمايتنا.
- لكن القرآن الكريم قدم لنا ذكرًا قويًا كان سببًا في نصرة الأنبياء والمؤمنين، وهو:
“حسبنا الله ونعم الوكيل”. - هذه العبارة قالها المؤمنون عندما واجهوا التهديدات، فاستجاب الله لهم، كما جاء في قوله تعالى:
“فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء”. - هذا الذكر يعني أن الإنسان يفوض أمره إلى الله، ويثق به، فيحصل على الحماية والطمأنينة.
4. الغفلة عن الدعاء عند مواجهة مكر الأعداء
- في الحياة، قد يتعرض الإنسان للمكر والظلم من الآخرين، وقد يحاول البعض الإيقاع به أو إلحاق الأذى به بأساليب خفية.
- في مثل هذه المواقف، بدلًا من الانشغال بالرد والانتقام، هناك دعاء قوي ذكره القرآن، وهو ما قاله مؤمن آل فرعون عندما تآمر عليه قومه، وهو:
“وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد”. - فماذا حدث بعد ذلك؟ يقول الله تعالى:
“فوقاه الله سيئات ما مكروا”. - أي أن الله لم يكتفِ بإنقاذه، بل جعل المكر ينقلب على الظالمين أنفسهم.
- هذا الدعاء فيه معنى عميق، حيث يعلن الإنسان استسلامه لحكمة الله، فيرد الله كيد الظالمين عن دون أن يتورط في الصراع.
الرسالة العميقة وراء هذه الآيات
هذه الأدعية ليست مجرد كلمات، بل هي مفاتيح روحية للنجاة من الابتلاءات، وقد وردت على ألسنة أنبياء مروا بأشد المواقف، فكانت استجابتهم دليلًا على أن الله قريب يجيب من يلجأ إليه بيقين.
🔹 إذا كنت مهمومًا، قل: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” وستجد الفرج.
🔹 إذا كنت مريضًا، قل: “ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين” وستجد الشفاء.
🔹 إذا كنت خائفًا، قل: “حسبنا الله ونعم الوكيل” وسيمنحك الله الأمان.
🔹 إذا واجهت ظلمًا أو مكرًا، قل: “وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد” وسيرد الله عنك كيدهم.