هلا نيوز – وكالات
د. مفضي المومني.
2025/2/25
اقترحت هذا المجلس قبل اربعة اعوام…وكتبت سابقا عن التنسيق بين الجامعات الاردنية وهنا اقصد كل الجامعات الوطنية حكومية وخاصة، واشرت الى اهمية التنسيق والتشاركية الفعالة، وفتح فضاءات الجامعات على بعضها، بهدف الاستغلال الامثل للموارد البشرية والمادية…بما يعزز مهام الجامعات ويطورها سواء في التدريس أو البحث العلمي أو خدمة المجتمع أو الجامعة المنتجة… في ظل غياب تمثيل رؤساء الجامعات في مجلس التعليم العالي في القانون الحالي.
ولأن الجامعات الاردنية تعيش بحالة انفصال عن بعضها، ولا أرى منذ سنوات اي اتفاقيات او شراكات ذات قيمة بين جامعاتنا، حتى ان التقويم الجامعي لم تستطع جامعاتنا الاتفاق عليه! ، الى متى ستبقى جامعاتنا تفكر بعقلية القلعة وتنغلق على ذاتها، صحيح ان لكل جامعة قانونها وتشريعاتها، وصحيح ان هنالك قانون الجامعات الرسمية وقانون التعليم العالي، وهي قوانين تحدد وترسم سياسات وامور تنفيذية لكنها لم تنجح للآن في خلق حالة نظامية من التعاون الاكاديمي او اللوجستي او تبادل الخبرات بين جامعات الوطن، حتى إجازات التفرغ العلمي اصبحت محجوبة إلا بحالات خاصة تشوبها الواسطة..!، وبقيت كل جامعة تعمل ضمن افقها دون الأخذ بالافق الارحب جامعات الوطن.
من هنا اقترح ان تبادر وزارة التعليم العالي او مجلس التعليم العالي او الجامعات، الى إنشاء مجلس يجمع رؤساء الجامعات الوطنية كافة، ضمن آلية لا تحتاج الى نظم او تشريعات جديدة، لأن التعاون وعقد الاتفاقيات منصوص عليه في التشريعات النافذة، بحيث تحدد مهام لهذا المجلس من خلال محاور تؤطر آليات التعاون والتكامل بين الجامعات، للوصول الى الاستغلال الأمثل للطاقات بما يخدم العملية الاكاديمية وبالتالي الوطن، ويتم تعيين رئيس للمجلس بالتناوب، وتقع على عاتق المجلس إضافة لمأسسة التعاون وتنفيذه والإشراف عليه، أن يكون هذا المجلس خلاصة الرأي والتغذية الراجعة ومرآة تعكس المقترحات والمشاكل والمحددات التي تواجه الجامعات الاردنية وكذلك اقتراح السياسات والقرارات التي تصب في مصلحة التعليم العالي وأن يصبح هذا المجلس مرجعية مباشرة للتشاور من قبل مجلس التعليم العالي قبل اتخاذ قرارات مفصلية على المستوى الوطني، وأن يحافظ المجلس على استقلالية الجامعات والتي لا تعني باي حال التقوقع والانغلاق على الذات..! ، بل تعني الانطلاق وتحقيق الاهداف وإعمال العقول للوصول للافضل.
هذا مقترح (مجلس رؤساء الجامعات الاردنية)، وهو ليس ترفاً بكل الاحوال، وليس مجلساً احتفالياً وبرتوكوليا، بل مجلس يجب ان يُفعل وتحكمه خطط واهداف للوصول الى تماهي جامعاتنا بحالة فاعلة من التعاون والتشارك، مع ابقاء التنافس الإيجابي وإبراز التميز لكل جامعة دون المساس باستقلاليتها، وعند التنفيذ اعتقد أن الخبرات في جامعاتنا كفيلة بتهذيب وتنفيذ المقترح بالصورة التي نحلم بها… لما فيه مزيد من التقدم والتطوير والاستغلال الأمثل للموارد… اقتراح برسم التنفيذ… لمن يهمه الأمر…!
حمى الله الأردن.