هلا نيوز – وكالات
تعاني آلاف الأسر في محافظة جرش من صعوبة كبيرة في تأمين احتياجات فصل الشتاء، نتيجة لارتفاع تكاليف الوقود والملابس والمواد الغذائية، خاصة في ظل تراجع مصادر التبرعات والمساعدات الخيرية. وعلى الرغم من الاعتماد الكبير على الجمعيات الخيرية والمتبرعين لتلبية احتياجاتهم الأساسية، إلا أن هذا العام شهد تراجعًا ملحوظًا في الدعم المقدم، مما فاقم الأوضاع المعيشية للمواطنين.
وتشتكي الجمعيات الخيرية في جرش من نقص التمويل، حيث يعجز العديد منها عن تلبية احتياجات الأسر المعوزة. ويقول رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية في جرش زيد زبون، إن عدد الأسر المسجلة في الجمعيات الخيرية في المحافظة بلغ أكثر من 3000 أسرة، إضافة إلى أعداد مشابهة في مخيمات جرش وسوّف. ويعاني العديد من هؤلاء من تدهور أوضاعهم الاقتصادية نتيجة لتوقف مصادر دخلهم، ما جعلهم يتوجهون بشكل أكبر للحصول على مساعدات.
وبين زبون أن الجمعيات، التي كانت تعتمد في الماضي على التبرعات المجتمعية المنتظمة، تواجه الآن صعوبة كبيرة في تأمين كميات كافية من المساعدات الشتوية للأسر، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك. ويضيف أنه رغم جهود الجمعيات في تعبئة الموارد، إلا أن الاحتياجات تفوق بكثير ما هو متاح، مما يزيد من معاناة الفقراء في المنطقة.
من جانبها، أكدت رئيسة إحدى الجمعيات الخيرية في بلدة ساكب، أم أشرف العياصرة، أن الجمعية لا تستطيع تغطية احتياجات أكثر من 5% من الأسر المسجلة. وتشير إلى أن الوضع ازداد صعوبة بعد جائحة كورونا، التي أدت إلى تقليص التبرعات بشكل كبير.
وفي مخيم جرش، يعتمد الآلاف من الأسر على المساعدات المقدمة من الجهات التطوعية مثل تكية أم علي ووكالة الغوث، إلا أن الكميات التي تصل إلى المخيم تعتبر قليلة مقارنة مع احتياجات الأسر.
ورغم هذه التحديات، يبقى الأمل معقودًا على دعم الحكومة والمواطنين لتوفير مساعدات عاجلة للأسر الفقيرة في المنطقة، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، الذي يعتبر من أكثر المواسم التي تحتاج فيها الأسر إلى المساعدات لتغطية نفقاتها الأساسية.
فيما أفادت مصادر من وزارة التنمية الاجتماعية أن المساعدات توزع على الجمعيات الخيرية بشكل دوري، لكن الكميات المتوفرة غير كافية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المملكة، ما يتطلب دعمًا أكبر لتلبية احتياجات الأسر الأكثر فقرًا.