هلا نيوز – إربد
بلدة سمر الكفارات في لواء بني كنانة تواصل تقديم مفاجآت تاريخية غير مسبوقة، حيث أظهرت اكتشافات جديدة قطعاً أثرية تروي قصصاً تاريخية متعددة، من العصر الحجري القديم وصولاً إلى الفترات الإسلامية، مروراً بالعصور الإغريقية والرومانية.
وتم العثور على قطع صوانية تعود للعصر الحجري القديم والحديث، بالإضافة إلى فخار من العصر البرونزي القديم، وبقايا نقش فرعوني، مما يعكس تطور الحياة في المنطقة على مر العصور. كما تم الكشف عن تراكمات حضارية تشمل العصور الرومانية والإسلامية، فضلاً عن البقايا المملوكية، حتى العهد الراشيدي.
ومن أبرز الاكتشافات الجديدة مغارات “أم الطواقي”، التي يعتقد أنها واحدة من أندر المغارات في العالم من حيث حجم الكوى وطريقة تصميمها المنحوتة. وتشير الاكتشافات إلى أن هذه المغارات كانت تستخدم كمدافن لبقايا رماد الجثث التي وُضعت في الجرار الفخارية في العصر الروماني، منذ ما يقرب من 2000 عام. وقد تم العثور على بقايا كسر الجرار والرماد في الكوى التي تأتي بأشكال وأبعاد متنوعة، تتراوح بين المستطيل والمكعب والصندوقي، وكذلك الأشكال المثلثية.
أما صناعة الزجاج والفخار الملون فقد كانت رائجة في المنطقة، حيث تم العثور على قطع من الزجاج الطبيعي (الابريز) التي تترسب بين الصخور الجيرية. كما تم اكتشاف “آبار أجاصية” لتجميع المياه، وسد ترابي في الوادي، مما يدل على كثافة الاستيطان البشري في المنطقة.
كما تم العثور على كميات كبيرة من بقايا الأرضيات الفسيفسائية، بعض الأجزاء ما زالت في مكانها، بينما تم العثور على قطع متناثرة في الموقع، وتعرف هذه الأرضيات محلياً بـ “المزاطيم”. هذه الاكتشافات تأتي لتواكب اكتشافات سابقة في البلدة، حيث تم تسجيل أربعة أرضيات فسيفسائية في سمر.
وتعد البلدة نفسها من المناطق الطبيعية الجذابة، بفضل كثرة ينابيعها المنتشرة في الشرق والغرب، مثل “العين الفوقا” و”العين التحتا” و”عيون الهيدبان” و”مصيا”، وهي عوامل جذب للحضارات على مر العصور. كما يبرز المسجد القديم الذي تم تشييده في الفترة الراشدية، ثم تم تجديده في العهد العثماني، بالإضافة إلى مقبرة سمر التي تضم رفات وجثمانين من معركة اليرموك. كما يمر في جنوب البلدة نفقي اليرموك – ديكابولس (العلوي والسفلي)، اللذان يمتدان على طول وادي سمر حتى أم قيس.
مزيد من التفاصيل حول هذه الاكتشافات التاريخية سيتم الإعلان عنها قريباً.
كل الشكر والتقدير لفريق البحث والعمل الميداني، خصوصاً الكابتن عادل ومأمون ملاعبة.