هلا نيوز
أبدت دول من تجمع أوبك+، الأحد، دعمها لقرار خفض الإنتاج الذي تم إقراره هذا الشهر وذلك بعدما قالت الولايات المتحدة إن السعودية دفعت بعض البلدان في المجموعة إلى اتخاذ هذا القرار، في تصعيد لحرب كلامية مع الرياض، وفقا لرويترز.
وكانت واشنطن قالت، الخميس، إن الخفض من شأنه تعزيز إيرادات روسيا، وأشارت إلى أن الرياض خططت لهذا القرار لأسباب سياسية. ونفت السعودية، الأحد، نفيا قاطعا دعم موسكو في حربها على أوكرانيا.
وقال العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، الأحد، إن المملكة تعمل جاهدة لدعم الاستقرار والتوازن في أسواق النفط، عبر أمور منها “تأسيس واستمرار اتفاق مجموعة أوبك+”.
وأكد العاهل السعودي، أن اكتشاف عدد من حقول الغاز في المملكة “يدعم “المكانة الرائدة” لبلاده في قطاع الطاقة العالمي.
وأضاف في الخطاب الملكي السنوي المفصل للسياستين الداخلية والخارجية للدولة، والموجه إلى مجلس الشورى السعودي، أن “المملكة تسعى حثيثا نحو ضمان مناعة ركائز عالم الطاقة الثلاث مجتمعة وهي، أمن إمدادات الطاقة الضرورية، والتنمية الاقتصادية المستمرة من خلال توفير مصادر طاقة موثوقة، ومواجهة التغير المناخي”.
كما قال وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، أيضا إن القرار الذي اتُخذ في الخامس من هذا الشهر (أكتوبر) لخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا – رغم شح المعروض في أسواق النفط – كان بالإجماع ويستند إلى عوامل اقتصادية.
وأيدت تصريحاته العديد من الدول الأعضاء في أوبك+.
الإمارات
وقال وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، في منشور على تويتر، الأحد، إن قرار أوبك الأخير بخفض الإنتاج بواقع مليوني برميل يوميا كان “قرارا فنيا”.
وأكد “كان قرارا فنيا بحتا وقد تم بالإجماع وليس قرارا سياسيا كما يحاول البعض وصفه”.
العراق
وجاءت تصريحات المزروعي بعد إصدار شركة تسويق النفط الحكومية العراقية “سومو” بيانا.
وقالت سومو “هناك توافق تام بين دول أوبك+ بأن أفضل نهج في التعامل مع أوضاع سوق البترول خلال الفترة الراهنة التي يغلب عليها عدم اليقين وعدم وضوح الرؤية هو النهج الاستباقي الذي يدعم استقرار السوق ويوفر الإرشاد المستقبلي الذي تحتاجه”.
الكويت
وذكرت وكالة الأنباء الكويتية “كونا” أن الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية، الشيخ نواف سعود الصباح، رحب بقرار أوبك+، التي تضم منتجين رئيسيين آخرين في مقدمتهم روسيا، وقال إن بلاده حريصة على الحفاظ على التوازن في أسواق النفط.
دول أخرى
وذكرت سلطنة عمان والبحرين، في بيانين منفصلين، أن أوبك اتخذت قرار خفض الإنتاج بالإجماع.
ونقلت قناة النهار الجزائرية عن وزير الطاقة الجزائري، محمد عرقاب، وصفه القرار الذي اتخذ في الخامس من أكتوبر بأنه “تاريخي”. وأعرب هو والأمين العام لمنظمة أوبك، هيثم الغيص، الذي يزور الجزائر حاليا، عن ثقتهما الكاملة في النتائج الإيجابية للقرار.
وقال الغيص في وقت لاحق في مؤتمر صحفي إن المنظمة تستهدف تحقيق التوازن بين العرض والطلب وليس سعرا محددا.
الجامعة العربية
وأعلنت جامعة الدول العربية، الجمعة، عن “تضامنها الكامل” مع السعودية، وأعرب الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، عن “استنكار ورفض ما يمكن تسميته بالحملة السلبية من التصريحات الإعلامية ضد السعودية في أعقاب صدور قرار أوبك بلاس بتخفيض جزئي لإنتاج النفط بالدول الأعضاء في المجموعة”.
وقال المتحدث باسم أبو الغيط إن “تلك التصريحات تبتعد عن الحقائق ولا تتأسس سوى على تسييس كامل لقرارات اقتصادية بحتة يعلم الجميع أنها ضرورية من أجل استقرار الاقتصاد العالمي في ظل التحديات الخطيرة التي يواجهها”.
وأشاد المتحدث بـ”النهج السعودي المتوازن والمشهود له في استقرار أسواق النفط والمواقف الثابتة والمبدئية للسعودية إزاء القضايا السياسية الإقليمية والدولية”.
وتقول رويترز إن “المخزونات في الاقتصادات الرئيسية عند مستويات أقل مما كانت عليه عندما خفضت أوبك الإنتاج في الماضي”.
غير أن محللين قالوا إن التقلبات الأخيرة في أسواق النفط الخام يمكن علاجها بخفض من شأنه أن يساعد في جذب المستثمرين إلى السوق.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، الخميس، إن أكثر من دولة في أوبك شعرت بأن السعودية تجبرها على تأييد قرار خفض الإنتاج، مضيفا أن القرار سيزيد إيرادات روسيا وسيقوض فعالية العقوبات المفروضة على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا.
وقال الملك سلمان في كلمته الموجهة لمجلس الشورى السعودي إن بلاده وسيط سلام، وسلط الضوء على مبادرة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، للإفراج عن أسرى حرب من روسيا الشهر الماضي.
كما دعا الملك سلمان إيران إلى الوفاء بالتزاماتها النووية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
وقال خالد بن سلمان، الأحد، “نستغرب اتهام المملكة بالوقوف مع روسيا في حربها ضد أوكرانيا”.
وأضاف في منشور على تويتر، الأحد، “الجدير بالذكر أن هذه الاتهامات الزائفة لم تأت من حكومة أوكرانيا”.