مقالات واراء – هلا نيوز
تساءلت صحيفة “التايمز” في لندن عن السبب الذي يدفع رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني لإخراج رئيس النظام السوري بشار الأسد من عزلته.
وفي تقرير أعده برونو ووترفيلد، قال إن الاتحاد الأوروبي في بروكسل يحاول مواجهة أزمة الهجرة إلى أراضيه، حيث تقوم ميلوني بالضغط على بقية الدول الأعضاء للتعامل مع نظام الأسد لمواجهة موجة الهجرة من لبنان، الذي دفعت فيه الحرب مليون شخص إلى مغادرة البلد.
وقالت الصحيفة إن ميلوني، التي أجبرت الكتلة الأوروبية على تشديد سياسات الهجرة، تدفع حلفاءها إلى إعادة ضبط العلاقات مع نظام الأسد، ومنع وصول الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
وفي أعقاب قمة للاتحاد الأوروبي، هيمنت عليها انتصارات الزعيمة الشعبوية في أوروبا ونهجها من الهجرة، ستسافر ميلوني إلى لبنان، الجمعة، وفي ما يبدو أنها من أجل دعم قوات حفظ السلام التي تساهم إيطاليا فيها بـ 1,000 جندي. إلا أن موضوع الهجرة سيكون على جدول أعمال رئيسة الوزراء الإيطالية، بعد أن أجبرت الحرب المستمرة في لبنان منذ ثلاثة أسابيع أكثر من مليون شخص على النزوح.
وفي كلمة أمام مجلس الشيوخ الإيطالي، هذا الأسبوع، قالت ميلوني إن “زيادة التوترات فاقَمت من أزمة اللاجئين في سوريا ولبنان والأردن وبقية دول المنطقة”، و”بات من المهم معالجة هذا الوضع الطارئ، والذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، ويستحق التزاماً، ومزيداً من التصميم الأوروبي”.
وقالت إنه “يتعين على الاتحاد الأوروبي مراجعة “إستراتيجيته الخاصة بسوريا، والعمل مع جميع الجهات الفاعلة لتهيئة الظروف للاجئين السوريين العودة إلى ديارهم طوعاً، وبأمان، وبشكل دائم”.
وقطع الاتحاد الأوروبي علاقاته مع نظام الأسد في أعقاب الانتفاضة الشعبية، في عام 2011، واتهم النظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي ضد شعبه. وشردت الحرب أكثر من 14 مليون سوري، حسب تقديرات الأمم المتحدة، حيث وصل منهم مليون، على الأقل، إلى أوروبا.
وطلب عدد من الدول الأوروبية، في تموز/يوليو، من الاتحاد الأوروبي استئناف علاقاته مع دمشق، وتشمل هذه الدول دولة التشيك وقبرص وإيطاليا والنمسا واليونان وسلوفينيا وسلوفاكيا. وعيّنت ميلوني، التي خرجت عن إجماع دول الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع الكبرى، سفيراً لها في دمشق.
وترى الزعيمة القومية الشعبوية الإيطالية أن نهجها نحو سوريا، وصفقة “إعادة قبول” الأسد، أساساً لدمشق كي تعيد مواطنيها الذين فرّوا إلى أوروبا. وقالت: “يجب أن نستثمر في التعافي المبكر، حتى يجد اللاجئون الذين يريدون العودة الظروف التي تسمح لهم بإعادة الاندماج في سوريا”.
وقال دبلوماسيون إن ميلوني مقتنعة بأن الاتحاد الأوروبي سيحذو حذوها بعد الاتفاقيات الأخيرة المثيرة للجدل مع ليبيا وتونس ومصر بشأن الهجرة. قال أحد المسؤولين: “لديها شعور بالمهمة، وأن المد يسير لصالحها”.
وتتزايد الأدلة حول صعود تأثيرها، في ظل تحرك الاتحاد الأوروبي لإنشاء معسكرات ترحيل خارج حدوده، والتفكير بسياسات متشددة أخرى تجاه المهاجرين، وهي تحركات لم يكن أحد يتصورها قبل صعود ميلوني إلى السلطة في إيطاليا.
وستستضيف، يوم الخميس، إلى جانب قادة هولندا والدانمارك، محادثات حول الهجرة، على هامش قمة بروكسل، التي ستجذب أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية. وتشترك فون دير لاين مع مخاوف الزعيمة الإيطالية من أن الصراع في الشرق الأوسط يدفع الناس إلى سوريا، ويهدد بالتوسع نحو شواطئ أوروبا.
وكتبت إلى زعماء الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع: “لقد نزح أكثر من مليون شخص في الأسابيع القليلة الماضية، مع انتقال أعداد كبيرة إلى سوريا، مع وجود احتمال واضح لمزيد من النزوح الدولي”.
وعقد الاتحاد الأوروبي، يوم الأربعاء، محادثات مع دول الخليج، بما فيها السعودية. وتضمنت المناقشات “الحاجة إلى خلق ظروف آمنة لعودة آمنة وكريمة وطوعية للاجئين السوريين”. وقال دبلوماسي: “الصراع الجديد في الشرق الأوسط يجبر الناس على غض النظر عندما يتعلق الأمر بسوريا”.
وقد اشتدت حدة النزاع في الشرق الأوسط، يوم الأربعاء، مع أول غارات جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية بيروت منذ خمسة أيام.
وفي مدينة النبطية بجنوب لبنان، قتل ستة أشخاص، من بينهم رئيس البلدية، عندما ضَرَبَتْ غارة ما قيل إنه كان اجتماعاً لفريق تنسيق الأزمات التابع للمجلس.