كتب – حسين مجدوبي
بدأت إسرائيل تعاني من نقص في صواريخ أنظمة الدفاع الجوي، ويبدو أن هجمات حزب الله الأخيرة علاوة على إيران وحماس والحوثيين تسببت في استنفاد الجزء الأكبر من هذه الصواريخ، الأمر الذي يفسر بوضوح ارتفاع القطع البحرية الحربية الأمريكية، ونشر نظام “ثاد” للدفاع عن الكيان.
وأوردت صحيفة فايننشال تايمز في عدد اليوم الثلاثاء، كيف تعاني إسرائيل من نقص كبير ووشيك في صواريخ الدفاع، وتتحدث عن صعوبة تمويل الولايات المتحدة كلا من أوكرانيا وإسرائيل في آن واحد. واعتبرت الصحيفة أن هذا مرده توظيف إسرائيل الكثير من الصواريخ لمواجهة الهجمات التي تتعرض لها من طرف حزب الله وحماس والحوثيين، ثم الهجوميْن من طرف إيران.
وعمليا، كانت إسرائيل تستعمل نسبة قليلة من صواريخ الدفاع “القبة الحديدية” لمواجهة الصواريخ التي كانت تطلقها حماس عند بداية طوفان الأقصى، وتضاعف استعمال صواريخ القبة الحديدية بعد انضمام الحوثيين وأساسا حزب الله ولاحقا الإيرانيين. ويبدو أن هجمات الحزب قد بدأت تسبب في استنفاذ مخزون صواريخ الدفاع الإسرائيلية، لأن صواريخ المقاومة اللبنانية أكثر دقة وأكثر قوة تفجيرية وكثافة وعددا وبشكل يومي، مما يجعل جيش الكيان يستعمل عددا من الصواريخ لإيقاف مسيّرة واحدة أو صاروخ واحد.
وعكس ما كانت تنتظره إسرائيل، لم ينهزم حزب الله بعد مقتل أمينه العام حسن نصر الله، بل استعاد تنظيم صفوفه العسكرية وأصبح خطيرا للغاية على الأمن القومي الإسرائيلي، وذلك من خلال عمليات نوعية مثلما حدث يوم الأحد بضرب قاعدة عسكرية للواء غولاني تسببت في مقتل أربعة جنود وجرح أكثر من سبعين. كما رفع الحزب من وتيرة إطلاق الصواريخ، وبدأ يفرض على مليون إسرائيلي تقريبا الدخول إلى الملاجئ يوميا، وفي بعض الأحيان مليوني إسرائيلي. ومن المنتظر استمرار هذا الإيقاع المكثف من القوة النارية ضد مناطق متعددة في إسرائيل.
ويبدو أن الدولة تعاني منذ أسابيع من تراجع مخزونها من الصواريخ الدفاعية، وهو ما يفسر لماذا يبقي البنتاغون على عدد من السفن الحربية وخاصة المدمرات في شرق المتوسط وفي البحر الأحمر، وذلك للمساهمة في اعتراض الصواريخ الباليستية للحوثيين والإيرانيين وربما حتى صواريخ المقاومة اللبنانية. ولا يمكن للبنتاغون الاستمرار بنفس الوتيرة في تزويد الكيان بصواريخ أنظمة الدفاع لسببين، يتجلى الأول في صعوبة إنتاج إسرائيل والولايات المتحدة هذه الصواريخ بشكل مكثف يساير إنتاج الحوثيين وحزب الله وإيران وحماس صواريخ الهجوم، بينما السبب الثاني هو حرص البنتاغون على تزويد أوكرانيا بالحد الأدنى من صواريخ الدفاع، وكذلك الحفاظ على مخزون مقبول تحسبا لاندلاع حرب أخرى تمس المصالح الأمريكية.