يستقبل منتجع الجونة السياحي بالبحر الأحمر، 13 و14 أكتوبر الجاري، حفلين عالميين بمناسبة مرور 150 عاما على العرض الأول لأوبرا “عايدة” على خشبة مسرح الأوبرا الخديوية في القاهرة.
ويشارك في العرض، الذي يحمل نفس الاسم “أوبرا عايدة”، أوركسترا وكورال وباليه مسرح الأوبرا والباليه بجمهورية أودمورت الروسية، بمشاركة صوليستات من مسرح البولشوي في موسكو، ومارينسكي في بطرسبورغ، بقيادة نيقولاي روغوتنيف. وقد أعيدت صياغة العرض ليناسب ظروف المكان والزمان في الجونة من قبل مخرج العرض، وراقص الباليه، أنطون بلوم، فيما يقول إنه محاولة لرؤية “عايدة” من منظور جديد كليا، باستخدام وسائط الصوت والضوء الحديثة، لخلق طيف جديد من الألوان والخطوط والكتل التي تبحر بذلك العرض إلى عمق أغوار التاريخ المصري، في ربط مدهش بين عراقة الفن الأكاديمي وحداثة التناول المعاصر. وينفذ العرض تحت رعاية وتنظيم محافظة البحر الأحمر، وبالتعاون مع شركتي IEvents وRMC، ومع القنصلية الروسية في الغردقة.
كما تشارك عازفة البيانو المرموقة، ماجدة عمارة، 14 أكتوبر، بمصاحبة أوركسترا مسرح الأوبرا والباليه بجمهورية أودمورت الروسية، بتقديم كونشيرتو البيانو والأوركسترا رقم 2، مصنف 18 في سلم دو الصغير، للمؤلف الروسي، سيرغي رخمانينوف، والذي يعد درة الأعمال المكتوبة لآلة البيانو بمصاحبة الأوركسترا، وأشهر ما كتب رخمانينوف، ومن علامات الموسيقى الروسية الأكاديمية قاطبة.
وقد صرح محافظ البحر الأحمر اللواء عمرو حنفي بأن هذه الاحتفالية تتماشى مع الاستراتيجية الإعلامية للترويج للسياحة المصرية، مشيرا إلى الهدف من مثل هذه الاحتفاليات العالمية في تعزيز وحماية القوى الناعمة وإشراكها في التعبير عن الهوية الثقافية للبلاد.
من جانبه، أشار رجل الأعمال سميح ساويرس إلى الإقبال الكبير من جانب المشاهدين لحضور هذا العرض، سواء من خارج مصر أو من الأجانب المقيمين، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين والشخصيات العامة ورجال الأعمال المهتمين بفن الأوبرا والموسيقى والتاريخ، وهو ما يرفع من نسبة إشغال الفنادق في منتجع الجونة وفنادق الغردقة بشكل عام، ما يخدم عددا من القطاعات الأخرى في الدولة، ويحقق رواجا سياحيا لمحافظة البحر الأحمر.
يذكر أن أوبرا “عايدة” كتبت بتكليف من الخديوي إسماعيل، الذي دفع للمؤلف الموسيقي الشهير، جوزيبي فيردي، 150 ألف فرنك مكافأة على كتابتها، وكتب الليبريتو (النص النثري) لتلك الأوبرا الفرنسي، كاميل دي لوكل (1832-1903)، مستنداً إلى قصة كتبها عالم المصريات الأشهر، أوجست ميريت (1821-1881)، مؤسس المتحف المصري، ثم حول ذلك النص إلى الإيطالية (اللغة الدارجة لفن الأوبرا)، أنطونيو جيزلاتسوني (1824-1893).
قدمت الأوبرا للمرة الأولى على خشبة مسرح دار الأوبرا الخديوية وسط القاهرة في 24 ديسمبر من العام 1871.