كشفت مجموعة من المحللين المصريين عن وجود تحديات إقليمية ودولية دفعت مصر إلى بناء اقتصاد قوي ومدينة طربول الصناعية التي تشكل أرضا لأحلام للمستثمرين.
وقال المحلل والخبير الاقتصادي عمرو يوسف في حديث إن مصر تواصل جهودها في بناء اقتصاد قوي يتماشى مع التحديات الدولية والإقليمية، مضيفا أن هناك قلعة صناعة عالمية على أراضي مصرية فعلى بعد عشرات الكيلومترات من عاصمة مصر الإدارية وفي محيط محافظتي الجيزة والقاهرة تقبع مدينة أو جبل “طربول” والتي تمتد أطرافها عبر مساحة تزيد عن 110 مليون متر مربع، والتي يتم التحضير لها لتكون في الأيام القادمة بمثابة أرض الأحلام للمستثمرين وقبلة لجميع الصناعات بشكل عام.
وأشار إلى أن هذه المدينة تتميز بموقعها الجغرافي الفريد بعيدا عن الطرق التقليدية في اختيار المناطق الصناعية.
وأردف بالقول: “تأتي آليات اختيار طربول مع ما يتوافق بقربها الشديد من شبكة طرق عملاقة شرقا وغربا شمالا وجنوبا، والذي سوف يكون له بالغ الأثر في تيسير عمليات النقل من وإلى تلك المدينة، وهذا فضلا عن قربها لجميع موانئ الشحن البحري بفضل توسطها شبكة للطرق الحديثة، مما يعطي لهذه المنطقة بعدا تخطيطا مبنيا على أسس علمية مدروسة لا وليدة الصدفة أو الحظ، لتكون عملية التخطيط للمدينة مؤشرا هام لتحقيق نجاحات غير مسبوقة اقتصاديا وصناعيا مما سوف يكون له إنعكاس بطبيعة الحال على مؤشرات التنمية بمصر في المستقبل القريب”.
وعن تخطيط الشركة المنفذة للمشروع، أكد الخبير الاقتصادي المصري أن ذلك يأتي على رأس أولويات مسألة تنظيم وتأهيل البنية التحتية باعتبارها ركيزة أساسية لنجاح هذا المشروع الضخم، لتأتي بعد ذلك مسألة التقسيم الداخلي للمدينة حيث تم تقسيمها وفقا لعدة مناطق لتنفرد كل منطقة من المناطق الإثنتي عشر بصناعه محددة أو منتجات بعينها تتميز بها عن غيرها من المناطق الأخرى.
وتابع: “من المتوقع أن تضم “طربول” بين جنباتها أكثر من 13000 مصنع فضلا عن إقامة مدينة سكنية متكامله ومنطقة خاصة للخدمات وكذلك مناطق خاصة بالمقرات الإدارية”.
ولفت عمرو يوسف النظر إلى أنه ومن المأمول أن تصبح تلك المدينة ذات يوم في مقدمة المناطق الصناعية ذائعة الصيت في العالم ومنطقة الشرق الأوسط كأول مدينة صناعية وإنتاجية متكاملة في المنطقة وفقا للمفاهيم الحديثة وآليات العمل الذكي وتطبيقا عمليا للمدن الصديقة للبيئة أو المدن الخضراء.
وأشار يوسف إلى أن “طربول” كمدينة صناعية بمعايير بيئية لم تحدث من قبل داخل بنية الصناعة والإنتاج بمصر لتتوافق إحداثياتها مع خطط مصر للتنمية المستدامة وفق أطر المحافظة على البيئة، وذلك عن طريق استخدام مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة كالطاقة الشمسية، فضلا عن انتهاج سياسات إعادة التدوير لجميع ما تنتجه المدينة من مخلفات لإعادة تدويرها واستخدامها مرة أخرى، لتصبح المدينة بذلك الأكثر توافقا مع المعايير الدولية لتتحقق من خلال “طربول” المعادلة الخاصة بالتنمية واستدامتها.
أما عن طبيعة تلك المدينة فلن تكون وجهة صناعية فقط بل يمكن اعتبارها المدينة الأفضل للعيش فيها لما سوف تتمتع به من جودة عالية للحياة، وما يمكن أن يتم توفيره لمناطق هذه المدينة من خدمات إجتماعية وترفيهية ضمانا لتحقيق الجودة فى جميع مناح الحياه المنشودة.
ووفقا للخبير الاقتصادي المصري، تعتبر تركيبة البنية الصناعية بـ”طربول” ذات توليفة فريدة في قطاعات هامة ومختلفة، حيث تضم مدن متخصصة في قطاعات مثل الصناعات البلاستيكية والكيماوية وأخرى لمواد البناء وصناعة الرخام فضلا عن مناطق المنسوجات والصناعات الطبية والملابس الجاهزة، وكذلك للصناعات الهندسية الخفيفة، مما سوف يخلفه طربول من آثار كبيرة ومؤثرة وما سيحققه من مكانه ضمن أهم المشاريع القومية والتى تعكف الإدارة المصرية عليها فى تلك اللحظات الفارقة.