هلا نيوز / عمان
من الشائع ارتداء النساء في جميع أنحاء العالم للجوارب الطويلة أو ما يمكن تسميته بـ “جوارب السراويل”، فكيف ظهر هذا الاختراع؟ وكيف تطورت الجوارب على مر الزمن؟
الجوارب النسائية الطويلة هي الأخرى ظهرت تبعا للمقولة الشهيرة، “الحاجة أم الاختراع”. قصة ظهور جوارب السروال بسيطة وجرت في إحدى الأسر الأمريكية.
جرى ذلك في منتصف خمسينيات القرن الماضي، حين كان ارتداء الجوارب في الولايات المتحدة وأوروبا مسألة لا بد منها لأي امرأة عصرية. في ذلك الوقت كان ألين غانت وهو مدير مصنع حياكة محلي في مدينة غلين رافين بولاية كارولينا الشمالية، مسافرا بالقطار صحبة زوجته الحامل. تعبت من استخدام الحزام لشد جواربها كما هي العادة، وأبلغت زوجها بانزعاجها من هذا الأمر وبأنها لن تذهب إلى أي مكان آخر مهما كانت الأسباب إلا بعد الولادة.
خطرت للزوج فكرة تتمثل في صنع جوارب طويلة متكاملة على هيئة سراويل. قام بحياكة نموذج أولي باستعمال قماش محبوك سميك. بعد ذلك استبدل القماش بنايلون خفيف ومتين، كان يستعمل في ذلك الوقت في صنع الجوارب النسائية العادية مختلفة الأحجام.
جربت الزوجة الحامل هذا المنتج الجديد، وكانت راضية تماما. ما تبقى على الزوج بعد أن وجد حلا لمشكلة زوجته إلا أن يحول هذا النوع الجديد من الجوارب النسائية إلى الإنتاج. جرى هذا الأمر في عام 1959.
هذه الجوارب الطويلة والرقيقة المصنوعة من مادة النايلون ظهرت على أرفف المتاجر الأمريكية في 4 سبتمبر 1959 ، وبالتدريج نالت حظوة النساء وأصبح لا غنى عنها لأي امرأة.
بقيت الجوارب النسائية المصنوعة من النايلون مزدهرة ورائجة وبلغت ذروتها في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. تنوعت ألوانها إضافة إلى تلك التي بلون البشرة وتعددت تصميماتها وأصبح بعضها لافتا للنظر. الجوارب النسائية أصبحت أيضا مريحة وأكثر متانة مع الوقت. وباتت أنواعها الفاخرة تصنع من الحرير الطبيعي.
مع انتشار ارتداء النساء لبناطيل الجينز تراجع حضور الجوارب النسائية وكان ازدهر قبل ذلك في فترة انتشار موضة التنانير القصيرة في أوروبا. مع ذلك لا تزال الجوارب الطويلة في خزانة كل امرأة وفتاة.
اللافت أن الجوارب الطويلة ظهرت منذ القرن 13 في أوروبا وكان يستعملها الرجال لا النساء! تلك الجوارب السراويل، كانت تصنع من القماش وكانت ضيقة جدا، ولا يمكن ارتداؤها من دون مساعدة. هذا النوع من السراويل الذي كانت تحاك من الصوف والكتاب والحرير، يعد سلف الجوارب النسائية الطويلة الحديثة.
من المدهش أيضا أن جوارب نسائية قصيرة كان عثر عليها في مقابر قبطية. حياكة الجوارب تمت استعادتها فقط في القرن الثالث عشر، لكن حينها لم تكن تحظى بشعبية بين النساء. المستفيدون في ذلك الوقت هم الرجال الذين كانوا يتمخترون في أوروبا ببناطيلهم الضيقة الرفيعة.