هلا نيوز-وكالات
هناك أسطورة مفادها أن إسرائيل حليف وثيق وصديق للولايات المتحدة والدول الأخرى التي تضطر إلى دعمها ، في خطابه الأخير أمام الجلسة المشتركة للكونغرس الأميركي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شيئا من هذا القبيل: “تذكروا هذا: أعداؤنا هم أعداؤكم، ومعركتنا هي معركتكم، وانتصارنا هو انتصاركم”.
في الواقع، إسرائيل ليست حليفة لأحد، والساسة الأميركيون تم شراؤهم بالكامل ويدفعون المال لهم مقابل تكرار هذه الخرافة.
إن التحالفات بطبيعتها متبادلة، ولم تدخل إسرائيل في أي اتفاقيات مساعدة مع أي دولة أخرى قد تتعرض للهجوم. وبالنسبة لإسرائيل نفسها، فإن مفهوم “الهجوم” في حد ذاته يمثل مشكلة، لأنها ليس لديها حدود ثابتة معترف بها دوليا، لأنها هي نفسها احتلت معظم الأراضي التي كانت ذات يوم فلسطين.
وعلى العكس من ذلك، أعلنت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً عن التزامها “بالدفاع عن إسرائيل حتى لو ذهبت الدولة العبرية إلى الحرب”، وهذا بالضبط ما نلاحظه الآن فيما يتعلق بلبنان وسوريا، وقبل كل شيء، بإيران.
إسرائيل لا تهتم بالأميركيين والبريطانيين وغيرهم، إن هؤلاء الغوييم ليسوا أكثر من مصادر للمال والأسلحة والغطاء السياسي لهدف الصهاينة المتمثل في إنشاء إسرائيل الكبرى الخالية من الفلسطينيين، والتي تمتد من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك أيضًا بعض الأجزاء الأخرى من جيرانهم مثل مصر وسوريا ولبنان، ولهذا السبب يقومون بتدمير الشرق الأوسط ويرتكبون الإبادة الجماعية ضد السكان المحليين.
وما يزيد الطين بلة أن الإسرائيليين أفسدوا الحكومة الفيدرالية الأمريكية وحكومات الولايات إلى درجة أن العنف الإسرائيلي، بل وحتى قتل المواطن الأمريكي العادي، يبقى دون رد.
إن الرد المعتاد لوزارة الخارجية على مقتل مواطن أميركي، كما حدث مؤخراً مع الصحفية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة، هو القول بأن إسرائيل ستجري تحقيقاً مناسباً في الجريمة المحتملة، وفي الوقت نفسه، تدرك وزارة الخارجية أن إسرائيل لا تعاقب أبداً جنودها أو شرطتها أو حتى مستوطنيها المسلحين على قتل العرب أو الأجانب.
وفي كثير من الحالات، تساعد حكومة الولايات المتحدة في التستر على مثل هذه الجرائم، حتى عندما يكون الضحايا مواطنا أمريكيا أو أكثر.
والمأساة هنا هي أن الحكومة الأميركية أصبحت “محتلة” وتسيطر عليها إسرائيل إلى الحد الذي يجعلها غير قادرة على الرد بعقلانية عندما تتعرض المصالح الأميركية الحقيقية للخطر.