هلا نيوز-عمان
يستضيف الأردن، بعد غد الثلاثاء، مؤتمراً دولياً للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة، بتنظيم مشترك بين الأردن ومصر والأمم المتحدة، وعلى مستوى قادة دول ورؤساء حكومات ورؤساء منظمات إنسانية وإغاثية دولية. وسلم السفيران الأردني والمصري لدى دولة فلسطين عصام البدور وإيهاب سليمان، مساء الجمعة، دعوةً للرئيس محمود عباس من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، فيما رحب الرئيس بالدعوة، وحمل سفيري البلدين الشقيقين تحياته وتقديره الكبير للدور المهم والكبير الذي تلعبه كلّ من الأردن ومصر لوقف العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس، مؤكداً أهمية العمل على الوقف الفوري لإطلاق النار والإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية ومنع التهجير.
ويهدف المؤتمر، الذي يُعقد بمركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت، إلى تحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
كما يستهدف تحديد الآليات والخطوات الفاعلة للاستجابة، والاحتياجات العملياتية واللوجستية اللازمة في هذا الإطار، والالتزام بتنسيق استجابة موحدة للوضع الإنساني في غزة.
وتتسبب الحرب الدائرة في غزة بكارثة إنسانية لأكثر من 3ر2 مليون فلسطيني بمختلف مناطق القطاع، وتفشي المجاعة، والمعاناة النفسية والدمار الهائل، وقد أصبح وصول الغذاء والماء والمسكن والأدوية للسكان شبه معدوم.
منذ اللحظة الأولى التي بدأ فيها العدوان الاسرائيلي على غزة قام الاردن بسلسلة اتصالات بقيادة الملك عبدالله الثاني من أجل:”وقف فوري للعدوان على غزة – ايصال المساعدات – منع مخططات التهجير”.
وتميز الموقف الأردني بالبعد الإنساني في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة، وركّز عليه في خطابه السياسي والدبلوماسي، ثم في السردية الاعلامية، والأردن يختلف في كل ذلك عن كثير من الدول ويتقدم عليها، بالقدر الممكن والمتاح بطاقته، في مواجهة التعنت الاسرائيلي وإغلاق كل المنافذ للحيلولة دون وصول المساعدات، في جريمة إبادة جماعية يرتكبها العدو الإسرائيلي على مرأى ومسمع المجتمع الدولي، الذي بات يشاهد بأم عينيه كياناً يرى نفسه فوق كل القوانين والأعراف الدولية والأخلاقية والإنسانية.
ويواصل الأردن جهوده التي بدأ بها لتحقيق هدفه الأساس، وهو وقف العدوان الإسرائيلي وإدخال مساعدات كافية ومتواصلة وغير منقطعة للأهل في غزة.
أهمية التوقيت
– يُعقد المؤتمر في وقتٍ يتسبب فيه العدوان على غزة بكارثة إنسانية لأكثر من 2.3 مليون فلسطيني بمختلف مناطق القطاع، وتفشي المجاعة، والمعاناة النفسية والدمار الهائل، وقد أصبح وصول الغذاء والماء والمسكن والأدوية للسكان شبه معدوم.
كما أن المؤتمر يُعقد في اليوم الـ٢٤٩ للعدوان على غزة، حيث استشهد منذ بدء العدوان قرابة 37 ألف مواطن، وأُصيب أكثر من 78 ألفاً، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى كثر من 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض.
ويُعقد المؤتمر كذلك في وقت تقول فيه منظمات دولية إن: 90 % من سكان غزة تعرضوا للتهجير القسري ويفتقرون إلى كل شيء، وأن القطاع «لا يوجد فيه مكان آمن»، فيما أصبحت غزة منطقة «غير صالحة للسكن»، و«أصبحت غزة مكاناً للموت واليأس».
سياسياً، يُعقد المؤتمر في مرحلة طرح فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن مبادرة حل للحرب في غزة، يمكن في حال موافقة الأطراف عليها أن تبدأ معها أولى خطوات وقف حقيقي للحرب والبدء بإيصال مساعدات كافية لإنقاذ من يمكن إنقاذهم ممن كُتبت لهم الحياة في حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل، ثم الانتقال في المرحلة الثالثة من المبادرة الأمريكية لإعادة الإعمار، وإعادة الحياة إلى غزة، وكل ذلك يستوجب جهداً إنسانياً عالمياً.
ويستوجب هذا الجهد استجابة دول العالم ومنظماته الإنسانية، وكذلك وضع آليات وأسس ضاغطة على إسرائيل من أجل فتح المعابر جميعها لإيصال مساعدات إنسانية عاجلة وكافية، وهذا لن يتحقق إلا إذا تم وقف الحرب في غزة وإتمام صفقة عادلة لتبادل الرهائن والأسرى والسجناء.
ويأتي المؤتمر في وقتٍ تتواصل فيه جهود إقليمية وعربية لوقف العدوان الإسرائيلي، وكان آخر تلك الجهود “البيان الخماسي” عن وزراء خارجية (الأردن وقطر ومصر والسعودية والإمارات)، حيث أكد الوزراء ضرورة وقف العدوان على غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يسببها.
ناهيك عن أن المؤتمر يأتي في وقت بدأ فيه المجتمع الدولي بإعادة حساباته وتغيير مواقفه، بعد أن أصبحت الأمور أكثر وضوحاً، خصوصاً بعد قرارات محكمة العدل الدولية، وبعد أن صوتت 143 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح دعم طلب فلسطين الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وبعد أن بدأت دول مهمة بالاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، وفي مقدمتها إسبانيا والنرويج وإيرلندا.
يذكر أن الأردن استضاف اجتماعاً لتنسيق الاستجابة الإنسانية في غزة بمشاركة منظمات دولية في ٣٠ تشرين الثاني ٢٠٢٣ بمشاركة قادة منظمات دولية ووكالات الأمم المتحدة وممثلي دول عربية وأجنبية، لكنه هذه المرّة سيستضيف مؤتمراً على مستوى قادة دول ورؤساء حكومات ورؤساء منظمات إنسانية وإغاثية دولية.
وتتركز الجهود اليوم من خلال المؤتمر على:
1 – ضرورة ممارسة المجتمع الدولي الضغط باتجاه توفير الشروط المناسبة لضمان إيصال المساعدات إلى غزة بسرعة ودون انقطاع.
2 – ضرورة احترام القانون الدولي وأهمية توفير الاحتياجات الأساسية، كالغذاء والمياه والأدوية والمسكن والطاقة.
3 – المشاركون حددوا أولويات المساعدات والاحتياجات الطارئة على الأرض في القطاع، بما في ذلك العمليات اللوجستية المطلوبة لإيصال المساعدات وآليات توزيعها، وتسخير الموارد بسرعة وبكفاءة.
وتمهيداً لذلك، عُقد اجتماع بمشاركة مسؤولين رفيعي المستوى من أكثر من 30 منظمة إنسانية أممية ودولية، إذ ضم ممثلين عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وبرنامج الأغذية العالمي، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ومكتب الأمم المتحدة لخدمة المشروعات، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إضافة إلى ممثلين عن أكثر من 30 دولة عربية وأجنبية.
ولا شك أن هذا التوجه يعكس حجم التعاون الأردني- المصري- الأممي:
– التعاون والتنسيق الأردني المصري المشترك يؤكد أهمية الدورين الأردني والمصري في دعم القضية الفلسطينية، والضغط من أجل إيقاف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، كما يأتي ضمن توجهات مشتركة، خصوصاً جهودهما المشتركة ضد كل مخططات التهجير، كما يؤكد تعاون البلدين منذ بداية الحرب مع الأمم المتحدة وكافة المنظمات التابعة لها.
جهود الأردن الإنسانية منذ 7 أكتوبر
إضافة لجهود الملك والملكة وولي العهد، تم اتخاذ العديد من الإجراءات الحكومية، وبتوجيهات من الملك عبد الله الثاني، نذكر منها ما يلي:
1 – في تشرين الثاني 2023، قرر مجلس الوزراء تخصيص 45 ألف طن من القمح والحبوب و7 شاحنات من الأدوية والاحتياجات والمعدات الطبية والدوائية للأهل في الضفة الغربية في إطار المساعدات الإنسانية المستمرة في الضفة وغزة.
2 – في تشرين الثاني 2023، أقام الجيش الأردني مستشفى ميدانياً في مدينة نابلس شمال الضفة، ويتألف المستشفى الميداني من سبع قاطرات، تضم غرفتي عمليات وغرفتين للعناية المكثفة، و15 سريراً لإجراء الجراحات، إضافة إلى مختبر وصيدلية وأشعة وعيادة أسنان وغرفة تعقيم، يضم 18 طبيباً في تخصصات مختلفة، إضافة إلى ممرضين وفنيين.
3 – في كانون الأول 2023، استقبل مركز الحسين للسرطان 11 مصاباً بمرض السرطان من قطاع غزة لتلقي العلاج، على أن يتم استقبال نحو 300 مريض بالسرطان من قطاع غزة خلال العام 2024، وتتراوح أعمار المصابين الذين استقبلهم المركز من قطاع غزة بين عام ونصف العام و19 عاماً.
4 – جهود مختلفة قامت بها، ولا تزال، الهيئة الخيرية الهاشمية والقوات المسلحة ترجمة للموقف الأردني الراسخ والمستمر الداعم لأهل قطاع غزة، وهي تنفيذ للتوجيه الملكي حول تقديم المساعدات الإنسانية.
5 – الأردن تعامل وتعاون مع وكالات أممية رسمية ومعتمدة لديها الخبرة والإمكانية والقدرة في غزة على التعامل مع هذا الحجم من المساعدات، عبر قواعد البيانات المناسبة التي تستطيع من خلالها تنفيذ مشروع المساعدات بكفاءة وفعالية، كالأونروا وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية في قطاع غزة، كلٌّ بحسب الاختصاص، حيث إن هذه المنظمات لها مستودعات في القطاع، ولديها القدرة على إيصال تلك المساعدات إلى جميع مناطق القطاع.
حاتم عبد القادر: هذه الاستجابة مكملة للدور الإغاثي الأردني المميز
ورحب حاتم عبد القادر وزير القدس السّابق باستضافة الأردن للمؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة لقطاع غزة، وقال عبد القادر لـ(ے): إن هذه الاستضافة تأتي مُكملة للدور السياسي والإغاثي المميز للأردن في جهوده الدؤوبة لوقف الحرب على قطاع غزة والعمل بكل الوسائل لتوفير الاحتياجات الغذائية والدوائية والطبية للمواطنين في القطاع الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعة.
وثمن عبد القادر الموقف الأردني الصلب في وقف العدوان على قطاع غزة ورفض مخططات تهجير الفلسطينيين، والعمل في إطار المنظومتين العربية والدولية على مساءلة إسرائيل على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، وعدم تمكينها من الإفلات من العقاب.
وأكد عبد القادر أن هذه المواقف هي امتداد للمواقف الوطنية الأردنية في دعم الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة في مختلف المحافل الدولية، وهي تعبر عن الروابط التاريخية التي تربط بين الشعبين الفلسطيني والأردني.
وأعرب عبد القادر عن أملهِ في أن ينجح هذا المؤتمر في تحقيق أهدافه في تحديد الآليات الفاعلة لاستجابة المجتمع الدوليّ للكارثة الإنسانية في قطاع غزةَ التي يعاني منها نحو مليونين ونصف المليون فلسطيني.
أحمد سعيد التميمي: الأردن هو السند لنا في مجابهة الاحتلال
قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد سعيد التميمي: إن الأردن له دور بارز فيما يتعلق بإغاثة أهلنا في قطاع غزة، وكان واضحاً على المستوى الإنساني، وقيام سلاح الجو الإردني بعدة إنزالات جوية لمساعدة شعبنا في قطاع غزة، والتي كانت تتعثر كثيراً بإيصالها، وكانت هناك عقبات كبيرة.
وأضاف: إن الأردن هو العمق الأساسي لفلسطين والسند الذي شاركنا الهموم ومجابهة هذا الاحتلال برجاله، مشيراً إلى أنه لا يمكن نسيان شهداء الجيش الأردني على أسوار القدس في 48 و67 ومعركة الكرامة، مثمناً جهود الأردن، ملكاً وحكومةً وشعباً، ومطالباً بمزيد من دعمهم الدائم حتى التخلص من هذا الاحتلال البغيض وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف في ظل بشائر الاعتراف الأوروبي بالدولة الفلسطينية لتكون دولة عضواً فاعلاً في الأمم المتحدة، وليست منقوصة.
وأكد التميمي أن “شعبنا الفلسطيني أحوج ما يكون إلى المساندة ليس فقط على مستوى الإغاثة، وإنما على مستوى إيقاف الحرب اللعينة التي تضحي بأبناء شعبنا كل يوم”.
إبراهيم دعيق: خطوة أردنية في غاية الأهمية
قال إبراهيم دعيق، رئيس اتحاد المزارعين في أريحا والأغوار، لـ” القدس”: أي إنسان على الكرة الأرضية يشاهد المجازر في غزة لن يتردد بالمطالبة بوقف هذه الحرب الجارية ضد شعبنا في غزة وحتى الضفة، كل يوم شهداء وجرحى.
وأوضح دعيق أن الأردن أكثر بلد يتأثر بما يجري في المنطقة ونثمن كل الجهود التي تُبذل، مضيفاً: إن هذه الحرب ستنتهي، ولكن متى؟ نأمل أن تتوقف بأسرع وقت لوقف شلال الدماء، وللحد من الخسائر البشرية الكبيرة، في حين يحقق الضغط العربي والدولي والتغيرات الدولية بصيص أمل لإنهاء هذه الحرب.
تيسير الحميدي: شكراً للأردن على دعمه الدائم لشعبنا
بدوره، قال تيسير الحميدي، رئيس الغرفة التجارية في أريحا، لـ”ے”: نشكر الأردن ملكاً وحكومةً وشعباً على الموقف الداعم لفلسطين وشعبنا، وبالأخص حماية المقدسات في القدس ومساندة شعبنا في غزة، ولا ننسى دور الأردن البارز في مقاطعة منتجات المستوطنات والشركات الداعمة لإسرائيل.
وأضاف: ليس غريباً على الأردن مثل هذه المبادرات وهذه الجهود لوقف الحرب، ونتمنى أن تُكلل التحركات الجارية بالنجاح لتحقيق السلام العادل والشامل.
وأكد أن العقبة التي تعرقل جهود السلام تتمثل بحكومة نتنياهو المتطرفة، مشيراً في المقابل إلى أن العالم يشهد انتفاضة وصحوة نحو دعم حق شعبنا بإقامة الدولة المستقلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
رقية التكروري: دور مقدَّر ومتقدم وداعم قوي له ثقله في المنطقة
وقالت رقية التكروري، عضو اتحاد المرأة الفلسطينية وناشطة اجتماعية، لـ”ے”: دور الأردن مقدر ومتقدم في كل ما يقدمه لشعبنا وقضيتنا، فمصيرنا وتاريخنا مشتركان، وبعيداً عن علاقة النسب فإن الأردن بكل مكوناته يقف إلى جانب شعبنا لنيل حقوقه في الخلاص من الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة.
وأضافت :”لقد برز الدور الأردني في تحركاته العربية والإقليمية والدولية بفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه على غزة، وتمسك الأردن بالحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني، ولم يرضخ لكل التهديدات التي حاولت إسكات هذا الصوت وإجهاض هذه التحركات”.
وتابعت التكروري: إن الدور الأردني داعم قوي لفلسطين وله ثقل في المنطقة، وأعتقد أن أيّ تحرك أو مبادرة سيكون لهما تأثيرهما في وقف العدوان على غزة والضفة والقدس.
وقالت: “إن التغيرات التي شهدها العالم وصور الشهداء من الأطفال والنساء وهذا الحجم البشع من جرائم الاحتلال قلبت الموازين لمصلحة قضية شعبنا، ودفعت شعوب العالم لوقف شهوة القتل لآخر احتلال على الكرة الأرضية، وأنا أرى أن دماء عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين تحت الركام ستُسرّع في إنهاء هذا الصراع عاجلاً أم آجلاً”.
ماهر السلايمة: للأردن دور تاريخي بالحفاظ على عروبة القدس وإسلاميتها
وقال ماهر السلايمة، عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي: إن للاردن دوراً تاريخياً في دعم القضية الفلسطينية والحفاظ على عروبة وإسلامية المسجد الأقصى المبارك تحت الوصاية الهاشمية، التي أقرتها دول العالم لحفظ المقدسات في القدس.
وأضاف: إن الأردن ومنذ بداية العدوان على قطاع غزة قام بعمليات إغاثة عن طريق الإمداد الجوي في أكثر من مرة وعلى جميع اجزاء قطاع غزة، وسيّر الهلال الأحمر الاردني عن طريق معبر رفح شاحنات إغاثة، كما أن المستشفى الميداني قدم العلاج للجرحى والمصابين، مشيراً إلى أن الأردن يقدم ما يستطيع من إغاثة إنسانية.
وأكد السلايمة ضرورة التعاون بين الأردن والدول العربية الشقيقة للضغط على حكومة الاحتلال ومن يدعمها لوقف العدوان في أسرع وقت، والضغط على حكومة الاحتلال من أجل تنفيذ الاتفاقيات الدولية لاحقاً، ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه وإقامة دولته الفلسطينية، وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى أراضيهم التي هُجروا منها، داعيا الأردن إلى دور فاعل وأساسي لزيادة الدعم الإنساني لأهلنا في غزة.
البروفيسور أيمن يوسف: مبادرة مهمة تعكس مخاوف الأُمة
وأكد البروفيسور أيمن يوسف، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية، أن المبادرة الأردنية تكتسب أهمية خاصة في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها القضية وشعبنا، وقال: “هذه الدعوة التي وجهتها وترعاها الأردن بالتنسيق مع مصر والأمم المتحدة، فيما يتعلق بالاستجابة السريعة للحاجات الإنسانية في قطاع غزة في ظل حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل على قطاع غزة والمستمرة منذ أكثر من 8 أشهر، تعكس التخوف المصري والاردني والعربي من أن تستمر هذه الحرب ،وتغيب آليات حل الصراع، وبالتالي يُجبَر الفلسطينيون في قطاع غزة على الرحيل إلى مصر والدول العربية الأُخرى”.
وأضاف: “أعتقد أن هذا الاهتمام الأردني والمصري في هذه المرحلة تثبيت للفلسطينيين على الأرض”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن “أغلب المبادرات التي تحاول أن تعالج الوضع السياسي في قطاع غزة، وحرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل، تحاول أن تركز على الميدان من ناحية إطلاق سراح الأسرى من الطرفين وعودة النازحين ووصول المساعدات الإنسانية، لكن أعتقد انه لايمكن أن تتحقق هذه الأهداف الثلاثة، إلا إذا كان هناك إطار سياسي يتحدث عن غزة في مسار فلسطيني تكاملي”.
وتابع يوسف: “أعتقد أن القيادتين الأردنية والمصرية في هذه المرحلة تقف على أهمية الوضع الداخلي الفلسطيني، وأهمية أن يكون هناك إنجاز على صعيد المصالحة الداخلية، لأن إسرائيل تنجح عندما يفشل الفلسطينيون، وإسرائيل تعمق الازمة عندما يغيب المشروع الوطني الفلسطيني بالكامل”.
عدنان الصباح: يجب تسخير الجهود لحقن دماء أهلنا
وثمن الكاتب والباحث عدنان الصباح هذه المبادرة والمؤتمر، وقال: “إن أي خطوة إلى الأمام مرحب بها، حتى وإن جاءت متأخرة، فكثيرة هي القضايا العاجلة والطارئة في الملف الفلسطيني، وأهم تلك القضايا صون حياة الغزيين، فليس يجدي طعام أو شراب أو دواء أو غطاء أو كساء للأموات، وهذا يعني أنه من الضروري أن تنصب كل الجهود أولاً على صون حياة الغزيين والتنبه إلى ما يحاك من مؤامرات وتدبيرات ضد الضفة الغربية والقدس، وأن لا ينشغل العالم عن الجريمة المتواصلة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس ومشاريع التهجير الصامت ومصادرة الأرض وتوسيع إقامة وتطوير المستعمرات في سعي محموم لتهويد الأرض واقتلاع السكان”.
وأضاف: “مع ذلك، فإن غزة أولًا وكل فلسطين بحاجة لكل جهد يُبذل في سبيل وقف المقتلة ومنع جريمتي التهجير والتعدي ومصادرة حقوق شعب بأسره على أرضه ووطنه، ومحاولة شطب الشعب الفلسطيني ليس فقط من سجل الأحياء الأفراد، وإنما من سجل الشعوب الحية، وكل إطالة في أمد الجريمة والصمت عنها سيقودان إلى تسهيل أهداف الاحتلال، ومنحه الفرصة تلو الفرصة لتنفيذ أهدافه تحت مرأى ومسمع العالم.
د.محمود خلوف: تعبير عن قلق أردني من اتساع رقعة الصراع
وقال المحلل السياسي والكاتب الدكتور محمود خلوف: “من الواضح أن الأردن ينظر بقلق بالغ للإبادة الجماعية في قطاع غزة، وكذلك المجاعة، وأنه يسعى لدعم عمل جمعي إغاثي يرتقي إلى درجة الأزمة والمأساة الكبيرة، ومن يتابع تصريحات المسؤولين الأردنيين يعي كم أن المملكة تضغط بكل ثقلها لدفع الأمور نحو عودة عجلة الحياة إلى قطاع غزة، وتجنيب الشعب الأعزل مزيداً من ويلات الحرب الظالمة”.
وأضاف خلوف: “إن توقيت هذا المؤتمر مهم جداً، كونه يتزامن مع شروع إسرائيل بإجراءات جدية لإدراج وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على قائمة المنظمات الإرهابية، كما أفهم أن الأردن لديه توجه للعمل الحثيث على تثبيت الفلسطيني على أرضه، وهذا انعكاس لاستراتيجية عمل سياسية ووطنية ودبلوماسية ومؤسسية ثابتة تقوم على رفض تهجير أبناء الشعب الفلسطيني، ورفض التوطين”.
ماجدة المصري: من دون وقف تام لإطلاق النار لا يمكن إعادة الإعمار
أكدت ماجدة المصري، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، أنه من دون أن يكون هناك وقف تام لإطلاق النار والعدوان في غزة لا يمكن البناء على أي قضايا أُخرى.
وقالت إنه من أجل الذهاب إلى برامج إغاثية يجب ضمان وقف العدوان والانسحاب، وضرورة إيجاد مساكن مؤقتة وخيام ثابتة تؤوي الأهالي وتوفر لهم الأمان.
وشددت على ضرورة أن يسعى المؤتمر لإيجاد ضمانات دولية بالانسحاب الإسرائيلي، حتى تتمكن المؤسسات الدولية من تقديم الإغاثة، ومن دون ذلك ستواصل إسرائيل عدوانها، مطالبة بأن تكون هناك مشاركة فلسطينية في هذا المؤتمر في اطار وفد موحد تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، وبمشاركة الكل الفلسطيني.
ودعت إلى التأكيد على دور “الأونروا” المفصلي والرئيسي، وأن لا يسمح المؤتمر لإسرائيل بتجاوز دور “الأونروا”، سواء في قطاع غزة أو الضفة أو دول اللجوء، وأن تبقى عملية توزيع المساعدات محصورة بشكل أساسي في “الأونروا”، وأن يقدم لها كل الدعم لتقوم بدورها الإغاثي باعتبارها الإطار الإداري الرئيسي المباشر والمقدم للخدمات للاجئين.
تيسير نصر الله: من غير الانسحاب الكامل ستبقى المساعدات محفوفة بالمخاطر
أكد عضو المجلس الوطني الفلسطيني تيسير نصر الله أهمية انعقاد هذا المؤتمر بهذا المستوى لبحث جهود الإغاثة في قطاع غزة، مشيراً إلى أن محاولات عدة كانت خلال 8 أشهر لإيصال المساعدات بطرق مختلفة، لكنها لم تكن كافية، وتم استهداف المواطنين أثناء توجههم للحصول على المساعدات من عمليات الإنزال الجوي.
وأكد نصر الله أنه بدون انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، ستبقى عمليات الإغاثة محفوفة بالمخاطر.
وأضاف: إن سيطرة إسرائيل على المعابر تمثل عائقاً كبيراً لجهود الإغاثة، وحتى معبر رفح الذي كان المتنفس الوحيد أصبح تحت السيطرة الإسرائيلية.
وقال نصر الله : “لا بد من الضغط على إسرائيل لتستجيب لفتح المعابر ووقف العدوان وانسحاب جيش الاحتلال بناء على خارطة الطريق التي وضعها الرئيس الأمريكي بايدن”.
خالد دودين: حشد دعم دولي لنصرة غزة
قال خالد دودين، محافظ محافظة الخليل، لـ(ے): “كرد فعل دولي على الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وعلى إيقاف إسرائيل جميع واردات الغذاء والعقاقير والطاقة والوقود إلى غزة بعد السابع من أكتوبر، برزت مبادرات، ضمن تحالف دولي، لإنزال المساعدات الإنسانية والمعونات الإغاثية من دول عربية، ومن ضمن هذه الدول كانت المملكة الأردنية الهاشمية”.
وأضاف: “إننا في محافظة الخليل ننظر بفخر الى مبادرة المملكة الأردنية الهاشمية التي نفذتها عبر جسرها الجوي من خلال طائرات سلاح الجو الملكي الأردني، في إنزال المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية إلى أهلنا في قطاع غزة”.
وتابع دودين: إن هذا الدور الإنساني ليس بجديد على الأردن والملك عبد الله الثاني، ومبادرة المملكة كان لها أثر كبير في كسر الحصار عن أهلنا في القطاع، حيث نجح الأردن في حشد دعم دولي لجهود الإغاثة لسكان القطاع، وسارت العديد من الدول على النهج نفسه.
فهمي شاهين: المسار الإنساني لا يحقق أهدافه من دون إحراز تقدم سياسي
قال فهمي شاهين، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، والمجلس الوطني الفلسطيني: “إن انعقاد مؤتمر طارئ للاستجابة الانسانية في غزة، خطوة مهمة وضرورية، وهي تأتي ضمن الجهد السياسي والإنساني المتعدد الأشكال الذي يبذله الأردن على الصعيدين الرسمي والشعبي، لوقف العدوان على شعبنا وإخراجه من الكارثة الانسانية التي يتعرض لها”.
وأضاف: ” الدعوة لعقد هذا المؤتمر خطوة بالغة الأهمية على صعيد تفعيل مسار تقديم المساعدات والاحتياجات الإنسانية لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرض لحصار قاسٍ وحرب إبادة جماعية غير مسبوقة لكل مقومات الحياة، ولكن هذا المسار الإنساني وحده غير كافٍ، ولا يمكن أن يحقق أهدافه بمعزل عن إحراز تقدم حقيقي وملموس في المسار السياسي المتمثل في الوقف الفوري للعدوان على الشعب الفلسطيني وحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها في قطاع غزة، وفك الحصار عنه وتأمين فتح جميع معابر وتدفق المساعدات والاحتياجات كافة له، باعتبار ذلك من الأولويات الراهنة والعاجلة أيضاً”.